وفاء للراحل الدكتور عبد العزيز شدو

TT

الحياة للحياة. والحياة الحقيقية هي كل ما يشكل استمرارا للماضي وتكريسا للحاضر واستشرافا للمستقبل. والانسان كائن حي، والكينونة هي اكثر الصيغ والتصريفات اتساعا وتجريدية لمفهوم الحياة. ولذلك فان تعريفنا للانسان بأنه كائن لا يكفي، وحتى اذا قلنا انه كائن حي يظل التعريف ناقصا ما لم تحدد نوعية حياة هذا الكائن. هكذا كان الاستاذ عبد العزيز شدو، رحمه الله، علما من اعلام الامة بل يمكنني القول انه واحد من القمم، لم يعرف العالم مناضلا من طراز العلماء العظماء، مثل الذي قاوم الاستعمار بتلك السياسة القانونية التي اعتمدت على السلم وتقبل الظلم والاذى بقوة لم يعهدها الانسان طيلة نصف قرن من العطاء والبذل، ذلكم هو الاسطورة القانونية السودانية بكل فخر واعتزاز الاستاذ عبد العزيز شدو.

ومنذ رحيله، منذ ايام لم تهدأ النفوس في كافة المراجع القانونية والموسوعات الفكرية فقد بكاه طلاب القانون في الجامعات والمعاهد العليا، بل بكاه اهل السودان الذين ساندهم ونصرهم على الظلم بدون تطلعات مادية، لقد كان الفقيد علما سامقا في ساحات القضاء والمحاماة والعمل الوطني والبرلماني، وكان مثالا للاخلاص والصدق، والذي برحيله تنطوي صفحة من صفحات ابناء السودان والوطن العربي الاوفياء.