لن ينصفنا غيرنا إن لم ننصف أنفسنا

TT

كثيراً ما نقرأ ونسمع ونشاهد مسؤولين من مختلف الأقطار العربية اضافة للعديد من الأدباء والكتاب وكذلك المثقفين وحتى شريحة كبيرة من الرأي العام العربي سواء من المحبرين كما يحلو لسمير عطا الله أن يطلق هذه التسمية على كتاب الأعمدة من الصحافيين، أو حتى من كتاب صفحة البريد بمختلف الصحف العربية، وكل هؤلاء يلومون الغرب، خاصة اميركا لجهة عدم معاملة القضايا الاسلامية والعربية، خاصة ما يتعرض له شعوبها من قمع وارهاب دولة مثل ما يحصل الآن في الأراضي الفلسطينية لا تعامل كما الحال في قضية تيمور الشرقية التي حلت مشكلتها بعد انتزاعها أو فك ارتباطها عن اندونيسيا، ويعزى ذلك لأن الغرب وأميركا يعتنقون ديناً هو نفسه دين الغالبية العظمى لسكان تلك الجزيرة (تيمور الشرقية) وان اهمال قضايا الشعوب الاسلامية التي ترزح تحت الاحتلال ومنها بل أهمها قضية فلسطين من قبل الغرب وأميركا تعتبر قضية عنصرية. وبالتالي نجد انفسنا امام مآتم في البوسنة وكوسوفو.

فمثل هذه المقولة تثير الاستهجان والاستغراب. لماذا نتخلى عن واجباتنا وقيمنا ومبادراتنا ونحن نملك كل مقومات الوقوف بقوة الى جانب أهلنا ومن هم على ديننا، وحتى من هم على غير ديننا. اوجب الشرع الحنيف والنخوة العربية ان ننصف المظلوم كما كان سلفنا الصالح، فهل يعقل ان ننتظر من غيرنا ان ينصفنا اكثر من ان ننصف نحن بعضنا البعض مع ابناء جلدتنا وبني قومنا ومن هم على ديننا أو من هم يعيشون في كنف الشرع الحنيف الذي كفل حقوق غير المسلمين على مر العصور، حتى ان معظم نصارى الشرق العربي وقفوا الى جانب المسلمين عندما قاد صلاح الدين اخراج الفرنجة من بيت المقدس ومن بلاد الشام، ولذلك يجب ان يعمل المسلمون لنصرة قضايا المسلمين وبالأخص في فلسطين، اذ لا يعقل ان نظل ننتظر من الذين نصفهم بعدم معاملة قضية فلسطين كما تعامل قضايا شعوب تعتنق دين الدول الغربية، أو ان اميركا تكيل بمكيالين نحن نعرف وباعتراف مسؤولين اميركيين بأنهم منحازون لاسرائيل، ومع هذا نوسطهم ونطلب اليهم ان يحققوا مبدأ الانصاف مع معرفتنا المسبقة بأنهم لا يخفون انحيازهم ويعملون وفق مصالحهم وما تمليه عليهم الشركات الكبرى.

لذلك وكما قال الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي في مؤتمر القمة الخليجية الثانية والعشرين بسلطنة عمان يوم الأحد 29/12/2001: «وقتنا أثمن من أن نضيعه في استجداء الدول والمنظمات الدولية واستعطافها وقد فعلنا هذا عبر عقود طويلة من الزمن بلا جدوى».

لذلك نتمنى على الله ان يكون هذا الموقف الصادق ورقة عمل يتم تبنيها في مؤتمر القمة العربي المقبل في شهر مارس (اذار) المقبل في لبنان لايجاد آلية لتغيير المفاهيم السائدة.