اعتقال السعوديين ليس اضطهادا بل لأسباب قانونية

TT

بصفتي احد الدارسين في الولايات المتحدة منذ اربع سنوات اعتقد ان من حقي ان احتج على صحيفتنا «الشرق الأوسط»، وهي التي تشتهر باعتدالها، بدليل ما تنشره من مقالات متعددة الآراء من دون تطرف تجاه اي جانب. ودوافع احتجاجي مردها ما ينشر في الجريدة على لسان عدد من اخواني الطلاب السعوديين وغيرهم، بسبب الاعتقالات او المعاملة السيئة التي تعرضوا لها دون مبرر، الا مبرر العنصرية والكراهية ضدهم.

هذا قول من جانب واحد، لا اقول انهم جميعا مخطئون، بل ان ما قيل يمثل حالات نادرة، حيث ان هناك آلاف السعوديين والعرب الآخرين الذين لم يتعرضوا لمضايقات، ولم يسألهم احد، ولم يمنعهم احد، فلماذا هذه الحملة من اجل عدد من الطلاب الذين وقعوا، لسوء حظهم، في ملاحقات قانونية. لقد ارتكزت غالبية هذه الملاحقات، على مبررات قانونية مثل انتهاء فترة الاقامة، او عدم صلاحية التأشيرة كالذي يأتي بتأشيرة زيارة ثم يقيم في البلاد كدارس او موظف، او عدم انتظام الطالب في جامعته، والحضور امر يفرضه قانون الهجرة الاميركية. الذي نعرفه ان آلاف الطلاب من سعوديين وعرب آخرين لم يتعرضوا لأي ملاحقة رسمية لأن اوراقهم سليمة وقانونية. وهناك قلة بالفعل تعرضت لإشكالات ظالمة، وحظهم العاثر هو انهم من فئة طلابية يجري رصدها بشكل خاص وأعني بها طلاب دراسات الطيران، وتحديدا الذين لا يتبعون جهة حكومية او خاصة معلومة، بل يدرسون على نفقتهم الخاصة او حساب اقاربهم.

ختاما، اعتقد من المهم ان نضع الامور في نصابها الصحيح وألاّ نهول من مضاعفات الحدث، فمن حق السلطات الاميركية ان تعتقل وتبعد الذين بلا تأشيرات صالحة، والمتخلفين من المقيمين، فنحن نفعل الشيء نفسه مع الاجانب في بلدنا. ومن المهم ان ندرك ان التعليم في الجامعات الاميركية ضرورة قصوى للشباب العرب، وعليهم الا يترددوا بسبب الاحداث الاخيرة، ونصيحتي لهم ايضا الا ينخرطوا في التجمعات الدينية المتطرفة التي هي بكل اسف سبب مشاكلنا في كل العالم.