بريطانيون يقاطعون المنتجات الإسرائيلية والعرب يفضلون طعمها

TT

كمستعرب اقرأ باهتمام صحيفة «الشرق الأوسط»، والعمود الذي يكتبه عبد الرحمن الراشد. ومثل اي قارئ أتفق مع بعض النقاط التي يوردها وأختلف معه في بعضها الآخر. وقد شعرت ان الراشد لم ينصف قليلا صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين. مع انني اتفق مع ما كتبه من ان عريقات يطرح امورا محددة ويتجنب الخوض في كثير من التفاصيل. واعتقد انها ميزة مطلوبة تماما في الغرب، الذي يفضل الاستماع الى موقف مختصر ولا تهمه التفاصيل والتاريخ مثل العرب، فما يريدونه في الغرب هو نقل رسالة قصيرة مكثفة، وهذا برأيي عين الصواب.

لا اتفق مع الراشد في ان الفلسطينيين لم يبذلوا ما يكفي من جهد ودعاية على الصعيد الاعلامي، واعتقد انهم بذلوا جهدا كافيا وليس بمقدورهم ان يفعلوا اكثر.

انني اميز، هنا، بين الفلسطينيين وبقية العرب. فالفلسطينيون يتحلون بالشجاعة ويقاومون بمفردهم عدوا شرسا. انا وبكل اسف اقول ان العرب لا يتحلون بالشجاعة، وما يقدمونه لا يتعدى الكلام الفارغ. فخلال الاشهر الستة الماضية، زرت بلدانا عربية عدة ووجدت ان الجميع يؤيد الفلسطينيين، لكن احدا لا يفعل شيئا لترجمة هذا التأييد بصورة عملية. انهم يستمتعون بحياتهم ويقودون سيارات فخمة ولا يهتمون لما يجري من حولهم.

لقد قمت كمواطن بريطاني بمحاولات صعبة لاقناع بعض الناس بمقاطعة البضائع والمنتجات الاسرائيلية، وحققت نجاحات كثيرة، لكني لم احصد الا فشلا بائسا عندما حاولت مع العرب. فهم يشترون البضائع والمنتجات الاسرائيلية بصورة عفوية، فقط لأن طعمها افضل. كيف نتوقع كسب الحرب بعقول كهذه إذن!