من المسؤول عن تشويه صورتنا

TT

كثيرا ما تساءلت، بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، عن سر قوة وشراسة الحملة الغربية التي تستهدف الدين الاسلامي والمسلمين ومدى مسؤولية الاطراف المعنية عن هذا التشويه المتعمد فوجدتني احمل الطرفين، الغرب والمسلمين تلك المسؤولية. ففيما يتعلق بالطرف الاول أي الدول الغربية فهي تتحمل المسؤولية للاسباب التالية:

طبيعة الغرب الاستعمارية ونظرتهم للآخرين الذين ينبغي تعليمهم الدروس او حتى اجتثاثهم، فبعد ان اجتثوا خطر الشيوعية اصبح هدفهم الاول هو الاسلام، هذا الدين الذي ينظرون اليه على انه الخطر الذي يمكن ان يجتاح حضارتهم مثلما حدث من قبل، عندما فتح المسلمون الاندلس وشارفوا حدود النمسا ونشروا وقتها حضارتهم وعلمهم للغرب.

ـ تصوير اليهود لانفسهم على انهم حماة الغرب من غزوات المسلمين البربر مما غذى لديهم الاحساس بخطورة الاسلام الذي لم تفتأ الحركة الصهيونية عن اتهامه بالتطرف والعنف.

ـ حركة بعض المستشرقين المغرضين الذين كان هدفهم نقل صورة مشوهة للمسلمين قدمتهم على انهم شعوب متخلفة وجاهلة.

ـ قناعة الغربيين الذين يعلمون بقوة الاسلام ومدى تأثيره في نفوس المؤمنين بأنه اذا التزمت تعاليمه فإنه سيطغى على كل الحضارات الغربية، بعدما لمسوا هذه القوة في الحضارات الاسلامية الاولى عندما كان الغرب لا يزال يغوص في ظلمات الجهل والتطرف.

مسؤولية الدول المسلمة تتلخص في: ـ عدم اعطاء متنفس لبعض التيارات وكبتها مما جعلها تلجأ الى العنف.

ـ مناوءة بعض الحكومات لأي حركات اصلاحية.

ـ ضعف الجمعيات والمؤسسات الاسلامية التي تستطيع نقل صورة الاسلام الصحيحة للغرب سواء لضعف الامكانيات المادية او الشخصية او بسبب عدم دعم الدول الاسلامية نفسها لهذه الجمعيات على الرغم من اهمية دورها الذي يخلق نوعا من التوازن في التفكير لدى الغرب تجاه الدين الاسلامي.

ـ استغلال بعض الجمعيات الاصولية للدين الاسلامي كواجهة لها لتحقيق اهداف سياسية.