مائة عام على إنشاء جامعة الخرطوم

TT

تقول كتب التاريخ.. لقد تم افتتاح كلية غوردون التذكارية بالخرطوم (التي صارت في ما بعد جامعة الخرطوم) في اليوم الثاني من اكتوبر (تشرين الاول) من عام 1902. وطرحت الفكرة عندما قام عدد من النبلاء البريطانيين في لندن بحملة لجمع الأموال اللازمة بهدف انشاء كلية علمية في الخرطوم تحمل اسم جنرالهم الانجليزي «غوردون» الذي لقي مصرعه في الخرطوم في 26 يناير (تشرين الثاني) عام 1885 على يد رجال المهدي، وكان الهدف الاساسي ان تكون كلية تخرج عددا محددا من السودانيين المؤهلين للعمل في الوظائف الحكومية التي تحتاجها الادارة البريطانية لادارة الدولة.

وبعد الاستقلال حرصت كل الانظمة الديمقراطية، التي حكمت البلاد، على اعطاء الجامعة استقلالها التام واحترام سيادتها وعدم التدخل في شؤونها وقرارات ادارتها، وخصصت الدولة وقتها وطوال فترة الخمسينات والستينات ميزانية محترمة تكفي احتياجاتها.

وكانت «الشرق الاوسط» قد فتحت ملف جامعة الخرطوم، وكتبت بتاريخ 1995/9/5 موضوعا تحت عنوان «جامعة الخرطوم تواجه خطر هجرة العقول السودانية» قدم صورة قاتمة عن واقع الجامعة اظهرت تدني مستوى هذه المؤسسة العريقة التي اخذ اساتذتها يهجرونها منذ أوائل التسعينات.

وتردت أحوال الجامعة من سيئ الى اسوأ مما حدا بادارتها الى قبول الطلاب ابناء المغتربين لتأمين دخل بالعملات الصعبة، لكن ذلك لم يعد يفي بمتطلبات الميزانية واحتياجات الجامعة.

وإذا كان نبلاء ولوردات الانجليز تبرعوا لانشاء كلية سودانية ونجحوا في هذا المسعى، فما الذي يمنع ان يقوم السودانيون في الخارج بصفة خاصة بحملة تبرعات بمقدار دولار واحد عن كل فرد لانقاذ هذا الصرح العلمي ـ الاكاديمي واطالة عمره؟