الفلاسفة الغربيون هم من استخف بقدرات المرأة

TT

جاء في «قدرة المرأة على التنفس تحت الماء» لزينب حفني في صفحة الرأي، ان الرجل حاول على مدار التاريخ تشويه صورة المرأة وطمس هويتها والغاء حقوقها، ليمارس دور السيد الآمر وتظل المرأة تابعة عمياء له، كما ساهم للأسف العديد من الفلاسفة الغربيين وبعض المفكرين العرب في السخرية من عقلية المرأة.

فالواقع هنا ان تلك المحاولات للرجل جاءت على مدار التاريخ وسارت قبل الاسلام مشددة في الأوساط القبلية، لكن ببزوغ الاسلام وتحرير العباد من الرق ونشر التعاليم الاسلامية وتطبيق الشريعة اخذت المرأة محل الاهتمام في كل المجتمعات، كما حازت موقعها وهي تمثل نصف المجتمع من حيث العدد، وهي ذات اثر كبير في التكوين الاسري لمكانتها وتأثيرها لأنها اهم ركائز الاسرة التي تمثل نواة المجتمعات، وهي السبب في نجاح الاسرة او اخفاقها، والواقع على مدار العصور يؤيد ذلك. فالمرأة في الاسلام هي الام التي اوصى الله عز وجل بها والاحسان اليها، والمرأة هي البنت التي اوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل رعايتها والنفقة عليها وتربيتها والاحسان اليها سببا في دخول الرجل الجنة.

والمرأة في كل الاحوال، أماً او اختاً او زوجة او بنتاً، كانت موضع تكريم وتقدير واعزاز ورعاية في الاسلام، كما اوصى الله عز وجل واوصى بها رسوله صلى الله عليه وسلم.

وان كان الاستخفاف بقدراتها والصاق العديد من التهم بشخصها من مميزات وسلوك الفلاسفة الغربيين وبعض المفكرين العرب فالاسلام ساوى بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات ونوه بقدرات المرأة وفضائلها عندما شمل الذكر والانثى بالاحكام الشرعية المثبتة لهذه الحقوق والواجبات الا ما استثني من التكاليف، كالجهاد بالنفس، ووجوب صلاة الجماعة وغيرها مما ثبت بالنص الشرعي.

والمساواة قائمة بين الرجل والمرأة في اصل الخلقة والقيمة الانسانية وما ترتب على ذلك من الحقوق والواجبات، كما ان المساواة قائمة في المجال الاجتماعي، حيث فتح الاسلام امامها مجال التعليم والتربية والتهذيب، وجعل لها امورا واجبة التعلم، وامورا كفائية التعلم، وحفظ لها كرامتها، وصان لها خلقها وكيانها وحقوقها المختلفة، وعرضها ومكانتها.

والمساواة قائمة في المجال الحقوقي، حيث اعطاها الاهلية المالية الكاملة وحدد لها ميراثها وحريتها في التصرف بالمال. والحقائق هذه لا تحتاج الى استدلال، لأن النصوص كثيرة في ذلك، والوقائع اكثر، ولأن المكانة التي وصلت اليها المرأة المسلمة لا يمكن ان يجهلها الا من لا يعرف قواعد الشريعة الاسلامية، ويجهل تاريخ الاسلام، واذا كان هناك من يتفاخر بالشهيرات من النساء في دول الغرب لتميزهن بالفنون والجمال ومواطن الاثارة، فإن المسلمين يحق لهم ان يفاخروا العالم جميعا بالشهيرات من النساء بعلومهن وفضلهن ومكانتهن المرموقة كأمهات المؤمنين والصحابيات والكثيرات من شهيرات السلسلة المؤمنة من النساء على مدار التاريخ الاسلامي.