اعتقد ان هذه الايام هي افضل الاوقات للعرب ليفرضوا صوتهم وليقولوا كلمتهم بقوة للاميركان ولليهود وان يستفيدوا بكل ما اوتوا من قوة من الفرص المتاحة هذه الايام والتي قد لا تتكرر. فاميركا التي هي اليوم في حرب شعواء مع عدو حقيقي هددها في عقر دارها، هي بأمس الحاجة للدعم العربي والاسلامي ومن دون هذا الدعم فلن تستطيع مواجهة اعدائها الجدد، بل انه في حالة عدم الحصول على الدعم فان اميركا تعلم انها ستقع في مأزق كبير وكبير جدا. فلماذا لا يستغل العرب هذا الموقف ويجبروا اميركا على دفع فاتورة هذا الدعم؟
كم من الفواتير دفع العرب على مدى السنين الفائتة، فلماذا لا تدفع اميركا هذه المرة؟ يا لبجاحة اليهود وعدوانيتهم. العرب الذين هم اصحاب الحق يمدون يدهم للسلام واليهود يماطلون وهذا اكبر دليل على انهم لا يريدون الامن ولا يريدون تكوين دولة، بل ان هدفهم قد انكشف الآن وهو جعل هذه المنطقة تعيش في حالة حروب واضطرابات وذلك لمصلحة جهات عديدة لا تخفى على احد. اذاً يجب وضع حد لذلك. يجب ان توضع اسرائيل امام مفترق طرق، اما السلم او الحرب فلهم ان يختاروا ويجيبوا في غضون وقت معلوم وكفى للمماطلة وقد انكشفت اللعبة. عندما يوضع هذا الخيار امام اسرائيل وبرعاية ومراقبة من اوروبا وروسيا فان اسرائيل بعد ذلك لن تكون لديها اي حجة على اي قرار قد يتخذه العرب. وهناك خيارات كثيرة غير خيار الحرب قد تضر باسرائيل وتجعل اميركا تلتفت الينا وتحسب لنا الف حساب وهي الحرب الاقتصادية. مصالح اميركا مع العرب والمسلمين تفوق مصالحها بعشرات الاضعاف مع اليهود ومع اسرائيل.
فلو استغل العرب هذه الخاصية افضل استغلال لكان بامكانهم التأثير على اميركا وجعلها تغير سياستها تجاهنا. لن يأتي ذلك من فراغ، نعم سيكون هناك تأثير على اقتصادنا نحن ايضا ولكن يجب علينا ان نضحي وذلك في سبيل كرامتنا وعزة امتنا. ويجب ان لا نغفل ان هناك بديلاً اقتصادياً في التخلي عن اميركا وهي اليابان واوروبا والنمور الآسيوية اضافة الى صناعتنا نحن العرب التي لا تقل جودة ووفرة عن الصناعات الأخرى. نحن نملك السلاح والجيوش والثروات والاقتصاد القوي والمؤثر واهم الممرات المائية في العالم واقوى العقول البشرية في عدة مجالات ونصف الكرة الارضية ولكننا للاسف لا نملك مجرد التأثير في السياسة الدولية. اقترح على القادة العرب ان يخوضوا الحروب بسبب، ومن دون سبب هذا ان ارادوا ان يفوزوا بجائزة نوبل للسلام كما فاز بها من قبل كيسنجر وبيريز ورشح لها هذه الايام بوش وبلير!! يا لسخرية القدر. هل من دليل اكبر من هذا على احتقار تلك الشعوب لنا نحن دول العالم الثالث والاستخفاف بعقولنا.