قبيلة الجعليين ليست إثيوبية

TT

في عدد «الشرق الأوسط» ليوم الأربعاء 2 يناير (كانون الثاني) الماضي اورد الدكتور احمد سعيد، ولاول مرة في تاريخ السودان، أن قبيلة الجعليين، وهي أكبر قبيلة عربية سودانية تتحدر من اصول اثيوبية. وأن تسميات مدن الجعليين الشهيرة في السودان، وهي شندي والمتمة، جاء بها الإثيوبيون أجداد الجعليين من بلادهم. كما أن ملابس الجعليين ورقصاتهم وأصناف مأكولاتهم كالكسرة مثلا، مأكولات اثيوبية.

لقد ذكر المؤرخون المعنيون بتاريخ القبائل السودانية أن قبيلة الجعليين قبيلة عربية الأصل، كان اسمها بني جعل. وقد نزحت من الجزيرة العربية، واستوطنت نهر النيل في المنطقة الممتدة من الدامر وحتى الجيلي. وتقول روايات أخرى ان أصلها قبيلة جهينة، التي نزحت من الجزيرة العربية وتفرع منها الجعليون والشكرية والبطاحين والأحامدة واللحويون والحسانية. وكل هذه القبائل تتكلم العربية بطلاقة، وتقرض شعر (الدوبيت) المشهور على مستوى السودان، وتأكل الكسرة وترقص العرضة الشهيرة على أنغام (الدلوكة) التي تمثل تراثها وفنها كقبائل عربية مميزة، فإن كانت قبيلة الجعليين إثيوبية فإن البطاحين والشكرية واللحويين والحسانية وسائر القبائل العربية في السودان هي من أصول إثيوبية كما ذهب اليه احمد سعيد.

أما فيما يخص أسماء المدن فالحقيقة الدامغة، التي يعرفها كل السودانيين، وهي مادة تدرس في المدارس على مستوى السودان، أن الملك نمر، ملك قبيلة الجعليين نزح إلى اريتريا مع مجموعة من أتباعه، وأطلق اسم عاصمته المتمة على المكان الذي اتخذه مقرا له ولحاشيته داخل الأراضي الاريترية وليس الاثيوبية. وقد توفي الملك نمر في اريتريا في المكان الذي سماه المتمة تيمنا بالمتمة السودانية صاحبة الاسم الأصلي.