أوجه الشبه بين ميلوسوفيتش وشارون

TT

إن الجرائم التي ارتكبها السفاح اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسوفيتش في حق الانسانية والبشرية، وعلى ضوئها قامت قوات التحالف الدولية بدك المدن اليوغوسلافية على رأسه إنقاذا للبشرية، يجعل من واجب هذه القوات التي تحالفت بالأمس من اجل انقاذ البشرية من براثن السفاح ميلوسوفيتش أن تتحالف مرة أخرى لدك الكيان الصهيوني على رأس السفاح شارون. لأن الجرائم التي ارتكبها شارون ضد الانسانية ان قسناها بمفهوم جميع الديانات أو حتى بمفهوم القانون الدولي لحقوق الانسان بالجرائم التي ارتكبها ميلوسوفيتش، سنجد بأن هذا الأخير كان أكثر رأفة بضحاياه عن زميله في سفك دماء الأبرياء. إن ما ارتكبه شارون ووزير دفاعه ورئيس اركان جيشه في حق البشرية والبيئة من دمار للأرض وسفك للدماء البشرية بدم بارد، فزعت له كل الكائنات في الأرض. وهذا الفساد الاسرائيلي في الأرض قد بدأت شعوب العالم تستشعره بعد أن اعتقدت في بادئ الأمر أنه اجتياح عسكري مؤقت كما كانت تفعله اسرائيل في السابق، ولكن عندما ظهرت حقيقة هذا الاجتياح العسكري ووضح للعالم بأن المراد به هو إفساد الأرض بتدمير بيئتها والقضاء على الجنس البشري المتمثل في الشعب الفلسطيني الذي ينتمي افراده الى ملتي الإسلام والمسيحية، هبت الشعوب في جميع أرجاء العالم ـ بمن فيهم الاسرائيليون أنفسهم ـ وهي مستنكرة هذا الفساد الذي أتى على الأخضر واليابس. ومن هذه الانعكاسات أصبح من واجب المجتمع الدولي ان يتخذ اجراءات اكثر صرامة من تلك التي اتخذها ضد يوغوسلافيا ورئيسها الذي يقبع الآن في لاهاي وهو ذليل.

ومن خلال جريدة «الشرق الأوسط» أوجه نداء إلى جميع فقهاء وعلماء المسلمين في الأرض العرب منهم والعجم، وأقول لهم: هل لنا كمسلمين ان نستفيد من هذه الأحداث بتوضيح النيات الاسرائيلية التي حدثنا عنها القرآن الكريم من خلال آياته ونصوصه التي كشفت لنا حقيقة الاسرائيليين، من قبل ألف وأربعمائة وثلاث وعشرين سنة، الى شعوب العالم واخبارهم بكل الوسائل الاعلامية المتاحة لنا الآن، عن الاسرائيليين وما هم فاعلون بالأرض والبشر ان لم تكبح جماحهم..؟