أزمة خطاب لا يرى عيوب واشنطن

TT

قرأت مقالة أحمد الربعي في احد اعداد «الشرق الأوسط» حول التأزم، وكنت ممن أسمع عن الربعي وآرائه قبل وبعد تسلمه منصبه كوزير للتربية في دولة الكويت، واتابع بعض لقاءاته على الشاشة الصغيرة، ومن خلال هذه المتابعات اصبحت على يقين بأنه في أزمة، ويتضح هذا من دفاعه الذي لا يكل عن وجهة النظر الاميركية وجعل اميركا المثل الاعلى بسياساتها وديمقراطيتها وأعطاها صفة الحق وحسن النيات وجعلها المنطق الصالح والوحيد لهذه الكرة الارضية، انه يطلب منا ان نسلم رقبتنا لحبل الجلاد ثم ننتظر بعد ان نفارق الحياة لعله ينقذنا ونتسامح معه اذا تنازل عن كبريائه واعتذر.

انه لأمر مضحك ومبك حين يسمي الربعي مكامن الحقيقة المرة التي اصبحت من الثقل والكبر اكثر مما تتحمله قلوبهم وعقولهم من عداء وكراهية للاسلام والمسلمين وعلى رأسهم العرب، فأصبحت تطلق علانية، ويسمي كل ذلك زلات لسان غير مقصودة، وعلى الجانب الآخر يزيد من استهجانه لابناء جلدته ويدير ظهره لكل الحقائق ومن ثم يهاجم من يقف لهم بالمرصاد، ويجردنا حتى من ابسط حقوقنا في ابداء رأينا ومواقفنا من تلك الزلات التي هي حقائق معروفة لابسط قارئ للتاريخ وتاريخهم هم على وجه الخصوص، ومن لم يتعظ بالتاريخ لقراء المستقبل فلا مستقبل له.

الربعي يستسلم للفكر والمبادئ الغربية وعلى وجه الخصوص الاميركية التي لا يمكن ان تكن لنا الخير بأي حال من الأحوال، انها الواقعية والأمر الواقع المر الذي يحاول الربعي فرضه علينا جميعا.

انه لمن المؤلم ان نسمع ونرى من الدكتور الربعي أو من أي مسلم أو عربي يعتز بقوميته هذا التوجه الذي يمس انتماء الانسان الى جذوره ووجوده ومبادئه.