قطع النفط سلاح ضد العرب لا ضد أعدائهم

TT

ان الجهة الوحيدة التي خرجت من الحربين العالميتين الأولى والثانية سالمة غانمة هي الصهيونية التي نجحت في زرع قاعدتها اسرائيل في المنطقة العربية الاسلامية (منطقة الشرق الاوسط) وبعد ان تقوت وتمكنت بدأت تهدد مصالح الغرب بدلا من حمايتها كما يظن البعض.

بتهديد الدول النفطية العربية والاسلامية بقطع النفط عن الغرب تكون قد لعبت، من حيث لا تدري لعبة الصهاينة، بالاضافة الى مساهمتها في تحقيق هدف صهيوني آخر من اهداف زرع اسرائيل في المنطقة وهو توفير المزيد من الوقت لاشغال الغرب لتكمل الصهيونية مشاريعها في التحكم بأقوى دولة في العالم، وحكم العالم بواسطتها.

اعتقد ان الفوائد التي يجنيها العرب وغيرهم من استمرار تدفق النفط في الظروف الاقتصادية الحالية التي يمرون بها، أكثر بكثير من فوائد قطعه، علاوة على ان معاقبة الاصدقاء مع الاعداء عمل غير صحيح ومضر بالدول العربية والاسلامية، ولا بأس من اتخاذ التهديد وسيلة لرفع اسعار النفط والاستفادة من فروقات الاسعار لتوزيعها على المقاومة الفلسطينية وعلى الدول الفقيرة. وأي فوضى وأي حرب هي في صالح اسرائيل والصهيونية.

لو ان الدول النفطية المعنية قطعت النفط سنة 1948 ـ 1950 لكانت الفكرة صائبة وحققت شيئا قبل ان تقوى اسرائيل وتتمكن هي والصهيونية خارج اسرائيل، اما في ما بعد هذا التاريخ، وخصوصا الآن، يبقى سلاح النفط مرتبطا بسياسة اسرائيل وليس بسياسة غيرها. ومن الواضح ان اسرائيل تريد الحرب وتريد قطع النفط. واعتقد ان الافكار المتعلقة باستعمال سلاح النفط التي تطرح هنا وهناك اصبحت من الافكار البالية، وليس من المصلحة معاقبة الشعوب الغربية، الاوروبية والاميركية التي بدأت الآن بفضل المقاومة الفلسطينية تتعاطف مع القضايا العربية والاسلامية، ومن المستحسن عزلها عن حكامها المتعصبين، وليس استفزازها لتدعم مواقفهم.