لكي تبنى جنين نموذجية حقاً

TT

تحت عنوان «ابنوا جنين نموذجية» كتب سمير عطا الله بأسلوب بعيد عن الواقع الذي نعيشه في الوطن العربي ويعايشه بمرارة وعذاب اهلنا في أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في وقتنا الحاضر لا يملك المواطن العربي غير التظاهر تنفيسا عن الغضب الكامن في داخله وتعبيرا عما يقترف من جرائم بشعة في حق الأهل في فلسطين، تلك المظاهرات والحشود البشرية التي خرجت في الوطن العربي وفي شتى بقاع العالم لتعبر عن رأيها بصوت عال، في زمن الصمت، وتلك الحشود الضخمة لتي أبت ان تمر مجازر شارون بدون عقاب، والتي ايقظت الضمائر النائمة التي لولاها لما تحركت منظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية الأخرى.

وأما رشق المؤسسات والمدن ورجال الأمن بالحجارة، وعدم تأييدي لذلك، أنه ما كان ذلك ليحدث لولا المغالاة في منع الحشود التي خرجت لكي تؤدي رسالة نبيلة. كان الاجدر بالمسؤولين اصدار أوامرهم الى رجال الأمن بالتعاون مع المتظاهرين لتنظيم سير المظاهرات كما حدث ويحدث في الدول الأوروبية وعدم التسبب في اغضاب المتظاهرين وبالتالي انحراف المظاهرة عن هدفها.

موضوع جمع التبرعات والأموال لا يختلف عليه اثنان. وقد تجلى ذلك من خلال عمليات جمع التبرعات التي شاهدناها عبر شاشات التلفاز. ليس هناك أدنى شك بأن كل مواطن عربي أنعم الله عليه بالحياة الكريمة يتمنى حياة مماثلة للأهل في فلسطين. ولكن السؤال هل ستبقى تلك المدارس والمستشفيات والمنازل والشوارع والحدائق وخزانات المياه النظيفة والمصحات، أم انه سوف يأتي عليها التدمير وسوف تتعاقب الآلة العسكرية الصهيونية على تمزيقها والتهامها؟

أعتقد اننا في الوقت الذي ندعو فيه الى كل ذلك يجب علينا ان نصمم بالفعل وليس بالقول على حماية الشعب الفلسطيني من الابادة اولاً، ومن ثم نبذل كل الجهود وبكل الوسائل من أجل المحافظة على تلك الانجازات والمرافق الحيوية حتى لا تتكرر المأساة ويرجع الشعب الفلسطيني مرة أخرى لاجئا مشردا يستجدي أكياس الطحين والحنطة من أميركا بعد ان احرقت الآلة العسكرية الصهيونية الأخضر واليابس ونهبت كل الخيرات.