دعونا من البكاء.. ولنضحك على لجنة تقصي الحقائق

TT

أما وقد وصل الموقف الدولي الهزلي، في مسرحية سلام الشرق الاوسط، ذروته بوصف مجرم الحرب بأنه رجل سلام، وبعد ان انقلب جمهور المتفرجين على ظهره من فرط الضحك، فقد حق لنا ان نسير في الشوط الى آخره ونستمر في الضحك مع الضاحكين، باقتراح نتقدم به الى الامين العام للأمم المتحدة لاعتماد قوانين لعبة كرة القدم الاميركية كوسيلة فعالة للتحقيق في ما جرى في مخيم جنين.

في هذه اللعبة تعتمد لقطات كاميرات التلفزيون كدليل قاطع في تحديد صحة المخالفات، حيث تعاد، بالسرعة البطيئة، اللقطات الاخيرة قبل واثناء وبعد المخالفة، وذلك حتى يتمكن الحكام من اصدار حكمهم على الخطأ موضع الخلاف. في هذه الحالة، وبعد موافقة مندوب الولايات المتحدة ومجلس الامن على ذلك، يجري نقل فريق الحكام الاميركان الذين يجب ان توافق اسرائيل عليهم بالاسم الى موقع المخالفة وهو مخيم جنين، حيث يجهز استوديو ميداني لمراجعة اللقطات التي صورتها اجهزة الاعلام العالمية، فماذا سنرى يا ترى:

1 ـ مشهد دبابة تطلق صليات من رشاش ثقيل على ظهر طفل، فترديه قتيلا، عند الاعادة بالحركة البطيئة يظهر الطفل الشرير وهو يرمي الجندي المتمركز فوق سطح الدبابة بحجر يؤدي الى خدش خوذة الجندي. وبما ان ثمن الخوذة مدفوع كغيره من اسلحة الترسانة العسكرية الاسرائيلية من جيب دافع الضرائب الاميركي، فإن عمل الطفل الشرير يعد اعتداء على ممتلكات اميركية، علاوة على انه لو كان الجندي متمركزا من دون وضع الخوذة على رأسه، فإن ذلك ربما كان سيؤدي الى اصابته بجروح طفيفة، لذا يعتبر الحكام ان تصرف الجندي كان دفاعا مشروعا عن النفس.

2 ـ مشهد دبابة تطلق قذيفة على أحد المنازل، فينهار على رؤوس سكانه: وبالاعادة البطيئة يظهر رجل مسلح بمسدس صغير يتمركز على سطح المنزل، وهو يطلق نيران مسدسه على الدبابة، وحسب نظرية الدفاع عن النفس، فإن طاقم الدبابة تشاور حول هذا الوضع الخطير، ثم اتفق على اطلاق قذيفة مدفع على الرجل، ولسوء حظ العائلة، فقد اصابت القذيفة عن غير قصد طبعا دعائم البيت الذي انهار مع الاسف على رؤوس سكانه من الاطفال والنساء والشيوخ الذين لم ينج منهم احد، وسجل هذا الحادث قضاء وقدرا.

3 ـ مشهد لجندي يطلق النار على امرأة حامل: غير ان الاعادة بالحركة البطيئة تثبت بما لا يدع مجالا للشك، ان هذه المرأة المجرمة كانت تقترب من الجنود وهي تضع حول خصرها حزاما ناسفا، بدليل ان المرأة عندما اقتربت من الجنود كانت تضع يدها على اسفل بطنها متظاهرة بالألم، واعتبر عمل الجندي هذا دفاعا مشروعا عن النفس.

اكتفت اللجنة بما شاهدته من صور مؤسفة وقررت ان جميع ما قام به الجنود يعتبر حقا من حقوق الدفاع المشروع عن النفس، وسوف ترفع تقريرها مع التوصيات الى الامين العام لعرضها على مجلس الامن الدولي.