نسمة.. ومسابقة ملكة جمال الكون

TT

شدني خبر ورد في «الشرق الأوسط» الصادرة بتاريخ 2002/5/29، جاء فيه ان مسلمي دولة ترينيداد وتوباكو يعارضون اشتراك ملكة جمال بلادهم، السودانية الاصل، في مسابقة اختيار ملكة جمال الكون، التي ستجرى في مدينة سان خوان عاصمة بورتوريكو. ويعود السبب في ذلك ان من ضمن مراحل اختبارات هذه المسابقة ان تقدم المتسابقات عروضا بلباس البحر، وهي، السودانية الاصل، لا ترى في ذلك غضاضة، طالما ان الامر لا يستغرق وقتا طويلا امام الناظرين على حسب زعمها، وهي التي تصلي خمس مرات يوميا وتصوم رمضان ولباسها محتشم كما تدعي.

وبما ان الآنسة نسمة محمد كامل ابراهيم اقحمتنا في هذه القضية، بطريقة غير مباشرة، نقول لها ان التاريخ يثبت بأن الفتاة السودانية لم ولن تشترك في مثل هذا النوع من المسابقات، محلية كانت ام دولية، وهذا بالطبع ليس بسبب قلة جمال وذكاء وثقافة ووعي الفتاة السودانية، بل بسبب تمسك المرأة السودانية بالحياء الفطري الذي وهبه الله للنساء عامة، ولكن فقدته الكثيرات من نساء العالم، واستطيع ان اجزم بأن ملكة جمال ترينيداد وتوباكو ليست سودانية الاصل، حتى وان كان جدها او والدها سودانيي الاصل، لأنهم تركوا العنان لابنتهم لتخوض مثل هذا النوع من المسابقات. وهذا لا يعني بأن السودان لم يكن فيه هذا النوع من المسابقات، بل العكس، فقبل اربعة عقود مضت، كانت الجاليات العديدة التي عاشت في السودان، منذ الاستعمار وحتى منتصف السبعينات، تقيم مثل هذه المسابقات في انديتها المنتشرة في ارقى مناطق العاصمة السودانية المجاورة لمطار الخرطوم الدولي، مثل النادي الارمني والنادي الكاثوليكي الذي يعرف بنادي أبوللو، والنادي الايطالي، وبعض الاندية العربية، والنادي الالماني والنادي الاميركي. كل هذه النوادي كانت تقيم مثل هذه المسابقات سنويا. وبكل فخر لم يكن من ضمن المشتركات في فعاليات هذه المسابقات اي سودانية تنتمي الى التراب السوداني الاصيل، بل كن من بنات عائلات تلك الجاليات التي كانت تعيش في السودان خلال ذلك الوقت، وما لبثت ان عادت الى بلادها او هاجرت الى استراليا وكندا وغيرهما من الدول، بعد ان بدأ العد التنازلي للانهيار الاقتصادي في السودان، الذي تلا مصادرة شركاتهم وممتلكاتهم من قبل حكومة مايو، فرحلوا ورحلت معهم مسابقاتهم وأنديتهم التي كانت تملأ انان سماء الخرطوم صخبا.