حرب لا تخدم العفر والعيسى

قبائل قد تجر دولا إلى خلافاتها وتشعل المنطقة

TT

اولا اتقدم بالشكر لصحيفة «الشرق الأوسط» الدولية لاهتمامها والقائها الضوء على الصراع الجاري بين العفر والعيسى في بلاد العفر في عددها الصادر بتاريخ 2002/5/7. ان هذا الصراع ليس حربا تقليدية تقع بين المجتمعات البدوية ـ الريفية لأجل الحصول على مزيد من المواشي والمراعي، او الاستيلاء على مصادر المياه وغيرها، بل هو حرب سياسية، وغزو عدواني سافر تقوم به جماعات العيسى وجورجوره ضد شعب العفر، ويهدف الى الاستيلاء على الاراضي العفرية واحتلال المناطق الواقعة على ضفاف نهر ويعيتو «هواش» وما حوله حتى الحدود الجيبوتية، وانشاء مستوطنات جديدة، في مناطق مثل عندفعو، عديتو وغداميتو، ثم ممارسة الحرب العدوانية المستمرة ضد العفر في مختلف المناطق في داخل الاراضي العفرية مع مساعدة ومشاركة بعض العناصر المرتزقة الخاصة في الجيش الجيبوتي من اصول عيساوية.

اما المشكلات التي نجمت عن هذا الصراع المسلح الدموي فهي لا تعد ولا تحصى وأدت الى سقوط مئات الضحايا العفر على ايدي العيسى غالبيتهم من الشيوخ والاطفال والنساء. فجماعة العيسى قاموا بنهب المنازل والقرى، وسلب المواشي، واحراق المباني السكنية الخشبية بما فيها المساجد. وهذا يدل على ان قبائل العيسى الصومالية لا تحترم مبادئ الشريعة الاسلامية السمحة والمواثيق الدولية، والاعراف الأممية التي تحرم وتمنع منعا باتا ارتكاب مثل هذه الاعمال.

في هذه الاجواء ينبغي الترحيب بجهود حكومة ملس زيناوي الاثيوبية ودعوتها الى استمرار بمساعيها الحميدة لايجاد حل سلمي لهذه المشكلة، واتخاذ الاجراءات اللازمة لاخراج الغزاة من الاراضي العفرية، لأن استمرارية وجود العيسى في الاراضي العفرية بقوة السلاح مخالف لما ينص عليه الميثاق الوطني الاثيوبي الصادر في عام 1991، والذي بموجبه تم اعلان فيدرالية الحكم الذاتي للاقاليم بما فيها اقليم العفر.

كما ينبغي بذل الجهود مع حكومة اقليم «اوغادين» الصومالي وزعماء قبيلة العيسى لوقف الحرب العدوانية والانسحاب من الاراضي العفرية من دون شروط، واعادة الممتلكات العفرية العامة والخاصة، وتسليم مرتكبي الجرائم الى محكمة العدل العفرية، ثم الشروع في مفاوضات مباشرة مع ممثلي حكومة اقليم العفر لايجاد الحلول السلمية الشاملة والعادلة، فالحرب لا تخدم مصلحة اي احد، بل انها ستجر المنطقة بأسرها لويلات الخراب والدمار.

كما ان على الرئيس الجيبوتي عمر جيلي استنكر عمل الجماعات العيسية التي تواصل الاعمال الحربية ضد العفر في ديار العفر واتخاذ موقف ايجابي وعادل يخلق اجواء مناسبة تساهم في حل المشكلة، بدلا من تقديم المساعدات العسكرية والمالية وارسال الوحدات الخاصة في الجيش الجيبوتي لمقاتلة العفر في اثيوبيا.