جدية محاربة الإرهاب في اليمن

TT

ما نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» في العدد رقم 8572 الصادر يوم السبت الموافق 2002/5/18 من تحذيرات صادرة عن بعض اعيان القبائل اليمنية في المناطق الخارجة عن سلطة الدولة المركزية. وهي تحذيرات موجهة للاميركيين بالدرجة الاولى تعكس في جوهرها حالة الرعب التي يعيشها هؤلاء الاعيان، بعد ان ادركوا خطورة تمردهم على الدولة، وانشاء ما يشبه الدول داخلها، وتحويل مناطقهم الى مستنقعات لتفريخ عناصر الارهاب، هذه العناصر التي ألحقت افعالها المشينة بالغ الأذى بالشعب اليمني قاطبة.

لكن من زاوية الانصاف وبعيدا عن العواطف يتوجب النظر الى هذه التحذيرات بكثير من سعة البال، فالسلطة في صنعاء اخذت تخلط الحابل بالنابل في تعاملها مع الجهد الدولي الهادف الى محاربة الارهاب، فالذين يقوم الاميركيون بتدريبهم على محاربة الارهاب من اهل اليمن هم في اغلبهم من العناصر التي ترتبط زعاماتها القبلية ارتباطا روحيا بالقاعدة، ولا يستبعد ان تنقل هذه العناصر الخبرات التي ستحصل عليها من الاميركيين الى النشطين من اتباع القاعدة في اليمن، خصوصا في ظل غياب العناصر الجنوبية المعادية، تقليدا لفكر القاعدة وفي ظل هذا الغياب، يظل ما يقوم به الاميركيون في اليمن اقرب الى التخبط منه الى العمل الجاد.