كثير من الذين ينتابهم الشعور باليأس من السياسات الأميركية تجاه الأمة العربية والإسلامية يتجهون لوصف الرئيس الأميركي بوش بعدم ادراكه للسياسة لقلة خبرته في الحكم، وما غير ذلك من احكام، ربما هم صائبون في البعض منها. ولكنني اقول ان الرئيس الاميركي يأتي عن طريق الانتخابات وبفوزه بأغلبية الاصوات يصبح رئيسا للدولة، وبما ان لدى الولايات المتحدة الاميركية امكانيات ووسائل حديثة غير متوفرة عند العديد من دول العالم تجعل شعبها في ظروف تعليمية ومعلوماتية جيدة جدا وبالتالي من العبث والخطأ اتهام الشعب الذي انتخب هذا الرئيس بالجهل بالحقائق والتشكيك بمستوى الرجل الذي اختاره، كما انه، وبالمنطق لا يعقل بأن دولة في حجم اميركا وبوعي شعبها، ان لا يحسن هذا الشعب اختيار رئيس حكيم، وبالتالي لا اعتقد صحة ما وصف به هؤلاء الرئيس الاميركي. اما السياسة الاميركية فهي بالاساس الأم لسياسة اسرائيل حيث تتشابهان في التطبيق لدرجة كبيرة، وكلتاهما وتعمل على التظاهر بحب السلام ومراعاة مصالح الدول وحفظ حقوق الانسان، وما شابه ذلك، غير انهما وفي الاساس تعملان في صب كل قدراتهما المتوفرة لديهما لهدر حقوق الانسان وتدمير اقتصادات الدول واثارة الفتن بين ابناء الامة الواحدة، وعليه فان الرئيس الاميركي ليس ضعيفا او جاهلا بالامور كما يقال بل يتظاهر بذلك ويعمل على تنفيذ مطالب اللوبي الصهيوني.