كل حضارة تتضمن عدة ثقافات

TT

كتب وليد الحلبي في «الشرق الأوسط» بتاريخ 26 ربيع الأول 1423، تحت عنوان « لا حوار ثقافات دون ثقافة الحوار»، داعيا الى ضرورة نبذ الثوابت التقليدية عن الآخر. من جانبي اود ان اوضح ان كل حضارة عالمية تتشكل عمليا من عدة ثقافات، ولها ثوابتها ونقاط لقائها مع العرب وتاريخ حضارتهم، وان نبذ الثوابت التقليدية عن الآخر مستحيل طالما تطلبت القضية وجود صراع ونزاع، كما ان كل حضارة لها علاقة وتماس مع المسلمين وحضارتهم على امتداد التاريخ. في الفترة الاخيرة التي اعقبت 11 سبتمبر شهدنا ظهور بعض الافكار المتطرفة في الغرب، والتي تدعو الى الحذر من المسلمين وترى ان المستقبل ينبئ بحروب بين الحضارات، وخصوصا الاسلامية بدعوى ان الاسلام يمثل خطرا على الغرب.

ان الحوار لا «الصراع» هو الثابت في السلوك، والتفاعل والتكامل افضل السبل لترسيخ التلاقح بين الحضارات، ذلك ان الحوار هو من طبيعة العقل ووسيلة المعرفة، لذلك جعل الله أمة الاسلام أمة وسطا وجعل التعارف هو القاعدة الاخلاقية والاساسية في التعامل مع الآخر. وهذا التعارف هو الخطوة الاولى على طريق الحوار.

ان بني الانسان ومهما اختلفت حضاراتهم وتباينت ثقافاتهم فان لهم عوامل حضارية مشتركة اخذ بها المسلمون واضافوها الى خصوصيات حضارتهم الاسلامية.