«الإنقاذ».. لا فرق بين داخل وخارج

TT

في عدد يوم 27/6 من «الشرق الأوسط» حديث طويل عن فتاوى طب سودانية، لكاتب وصف نفسه بأنه مسؤول العمل الاعلامي للمؤتمر الوطني الشعبي خارج السودان. وانا لا ادري الى من أو الى ماذا تعود كلمتا «خارج السودان».. الى المؤتمر الشعبي ـ وهل تراه قد تمدد او هاجر؟ ـ او الى مسؤول العمل الاعلامي، لكنه لم يحسن حشرهما. مسؤول العمل الاعلامي في الخارج كان يندد بوزير الاعلام للداخل والخارج، وبتصريحات نسبت اليه. مسؤول العمل الاعلامي ووزير الاعلام فرخان من بيضة واحدة، وان تباعدت المسافة بين مكاني وقوفهما.

الاسلامويون قوم ذوو علم وثقافة لكنهما علم وثقافة لم يجدياهم نفعا يوم دفعت بهم شهوتهم وربما شقوتهم للاستيلاء على السلطة، وهم في لهفة الوصول اليها كانوا في عجلة تذكرني مثلا يقول: عجلة الكديسة (اي القطة) على الولادة. والمشروع الحضاري تكشف عن مشروع احتكاري.

ان مسؤول العمل الاعلامي ووزير الاعلام.. كلاهما عائم في بحر الانقاذ، والبحر بشيل عوامو ـ كما يقول المثل السوداني، ولن ينجو سعد اذا هلك سعيد ـ كما أمل ذلك العربي. جانبا الانقاذ. من مع السلطة ومن في التيه في مصيبة والمصائب «تجمعن المصابين» ـ كما قال شوقي.

المتنبي منذ ما يزيد على ألف عام قال:

ومن يجعل الضرغام صيداً لبازه تصيَّده الضرغام في ما تصيَّدا فالجيش الذي اصطاد الاسلامويون السلطة به لا بد سيصطادهم يوما، فإن نجا فريق اليوم فليستيقنوا انها مسألة وقت، فنجاتهم ليست «طول سلامة.. يا مربع».