نعم ذهبنا إلى المونديال .. ولكن كيف نحقق نتائج مشرفة؟

TT

كان المونديال لعام 2002 مثار اهتمام جميع وسائل الاعلام، وكان من الطبيعي ان يكون مثار اهتمام الصحيفة التي لا تتثاءب «الشرق الأوسط»، لكن في اعتقادي ان افضل خبر او صورة ابرزتها «الشرق الأوسط» اثناء المونديال كانت صورة نشرت في عددها رقم 8608 بتاريخ 2002/6/23 عن الرئيس رقم (1) وهو الرئيس الاميركي جورج بوش في سباق تحد رياضي للجري جرى في واشنطن لمسافة ثلاثة اميال، وقد دعا الرئيس رقم (1) الاميركيين الى ممارسة المزيد من الرياضة وتناول الطعام الصحي والاقلاع عن التدخين والكحول. وقد قطع بوش الاميال الثلاثة في 20 دقيقة و28 ثانية. ففي خضم الانتصارات الكروية وسحق الفرق الكبرى والعريقة وسقوطها من الدور الاول كفرنسا بطلة المونديال السابق جعلنا نرى حقيقتين:

الاولى: ان كان التمويل المالي مهما للفرق الرياضية، إلا انه لم يكن المعيار الاساسي، بل هناك معايير اخرى في غاية الاهمية منها الحس الوطني والعزيمة والتصميم، ونضرب المثل هنا بدولة افريقية محدودة الموارد كالسنغال ودولة آسيوية كتركيا التي احتلت المرتبة الثالثة، وبالمقارنة بدول كبرى كفرنسا وايطاليا.. ومن ثم فإن كان العنصر المالي مهما فإنه لم يكن اساسياً لتحقيق النصر الكروي.

الثانية: ان الاعداد لتحقيق النصر او نتائج مشرفة لا بد له من وضع استراتيجية ترسم ملامحها مبكرا، وهذا ما يمكن ان نلمحه من خلال النصر الكروي الكوري. فكوريا دولة لم يشهد لها بعد بالعراقة الكروية كدول اخرى مثل انجلترا او الارجنتين، لكنها استطاعت ان تفعل شيئا وتقدم جديدا. من الناحية التنظيمية لكأس العالم والانضباط الذي شهد له الجميع في كل المجالات والمحافل، وكذلك فريقهم القومي الذي حقق نتائج رائعة على المستوى الفني للاتقان الكروي ان صح التعبير من خلال تنظيم وحسن ادارة وأداء الفريق.

ومن ثم فالسؤال الذي يطرح هو كيف تصل الدول العربية الى المونديال وتحقق النتائج المشرفة. اعتقد ان صورة الرئيس رقم (1) بوش هي الدليل الصحيح للبداية فلا بد من:

ـ وضع الاستراتيجية والتخطيط المثالي مع ضرورة وجود الحافز المعنوي الداخلي وان تسود روح الفريق الواحد بين الاجهزة الرياضية والشبابية المعنية كافة.

ـ الاهتمام بالنشء والبراعم الصغيرة والمواهب في المجالات كافة (لا نعني كرة القدم فقط فهي وردة في بستان واسع).

ـ التغذية السليمة.