لأننا نلتهم ما تكتبه «الشرق الأوسط».. ننتقدها

TT

آمل ان يتسع صدركم لي (وان كان قد ضاق سابقا بآرائي) فأنا أكتب اليكم اليوم حرصا على الا تتثاءب «الشرق الأوسط».

انما يدفع الاعداد الهائلة من القراء الى شراء «الشرق الأوسط»، يعود الى مجموعة من المميزات يندر اجتماعها في صحيفة أخرى ومنها التقارير الخاصة بها التي تستقيها من أهم الدوائر الصحافية العالمية، وتمتعها بمقالات يكتبها عدد كبير من المفكرين والكتاب المرموقين، اضافة الى الزوايا الثابتة لعدد مميز من الصحافيين متعددي المشارب والملكات بدون ان ننسى التغطية المميزة للاحداث.

ان من الطبيعي في ظل العمل اليومي المستمر ان نجد بعضا من المقالات أو الزوايا أو التغطيات الاقل مستوى مما ينتظره القارئ أو مما تعود عليه وهذا شيء مفهوم ومغفور، ولكنني أود ان الفت النظر الى بعض النقاط التي تنذر بأعراض (التثاؤب):

فبعض كتاب الجريدة متقوقعون ضمن خط ضيق منذ سنين، اما على مستوى الزوايا اليومية فأننا نجد الكاتب «عبد الله باجبير»، الذي سبق ان اتحفنا بمقالات من طراز رفيع، قد اصبح في حاجة ماسة الى الراحة (كما ذكر هو نفسه في احدى مقالاته) فقد اخذت كتاباته في الآونة الأخيرة تتضاءل أهمية وتتكرر ولا يخفى عليكم ان زاوية تحتل مكانا بارزا من صحيفتنا يجب ان تكون على أعلى مستوى، اذ لا يمكن ان نغفر لها كل هذا (التثاؤب)، فمن غرق في مشاكل خاصة ومقالات تصلح لزوايا مشاكل المواطنين في الصحف المحلية الى طعن غير مبرر وغير صادق في داعية اسلامي الى تعب واضح عكسته ندرة المقالات التي تشدنا الى متابعتها.

وهذا النقد ينبغي الا ينسينا الاشادة بالتجدد والتميز الرائع لبعض كتابكم كخالد القشطيني الذي اختلف معه احيانا حتى العظم، لكنني لا املك الا ان التهم سطوره كل يوم، وسمير عطا الله الذي لا اشك في انه يقضي وقتا كبيرا في عمله لأن معظم مقالاته تستحق ان يحتفظ بها القارئ في مكتبته، وقد تكون شهادتي مجروحة في ابن بلدي «اللاذقاني» الا انني لا بد ان أقول بأن مقاله كثيرا ما يشعرني بأنه أحلى ما قرأت له حتى الآن.

وان كانت الامثلة التي سقتها تتعلق بكتابكم فإن ملاحظاتي الآتية هي ملاحظات عامة وهي:

أولا: ان الكثير من الاخبار الواردة في الصفحة الأولى تعاد بدون اضافات ذات شأن في الصفحات الداخلية واحيانا بالعبارات ذاتها، وهنا لا بد من اعتماد احد اسلوبين: أولهما اختصار الخبر بشكل دقيق على الصفحة الاولى ومن ثم نشر التفصيلات كافة في الصفحات الداخلية، وثانيهما نشر جزء من الخبر على الصفحة الأولى وتتمته في الصفحات الداخلية.

ثانيا: ان بعض العناوين في رأس الصفحة الاولى تثير الاستياء عندما ترد على صدر صحيفة كـ «الشرق الأوسط» فمن فنانة تريد ان تعيش قصة حب الى راقصة تكتب الشعر.. الى قائمة طويلة من عناوين تناسب مجلات وصحفاً أخرى.

ان ملاحظاتي هذه لا تلغي كون «الشرق الأوسط» هي الأولى عربيا، ولكنني آمل ان تهتموا بها لأن البقاء على القمة رهن بالقراء.