العمليات الاستشهادية وحقوق الفلسطينيين

TT

هل اينعت العمليات الاستشهادية وأتت أكلها وحان الآن قطافها؟ فقد جرب الفلسطينيون جميع انواع المقاومة فلم تؤت أكلها في الجانب الاسرائيلي، لاختلال الميزان العسكري. كما جرب الفلسطينيون المبادرات والاتفاقيات السلمية برعاية دولية كاتفاقية اوسلو ومدريد وكامب ديفيد الثانية فكانت جميعها تصب في تعزيز الامن الاسرائيلي ومنع الكفاح المسلح أو ضربه بأيد فلسطينية مع حرمان الشعب الفلسطيني من كامل حقوقه المغتصبة ومنع عودة اللاجئين وجعل القدس عاصمة لدولة فلسطينية. وجربت الانتفاضة الأولى وسائلها بالحجارة فكانت الخسائر احادية الجانب تحملها الشعب الفلسطيني وحده، الى ان اندلعت انتفاضة الاقصى في 29 سبتمبر (ايلول) 2000 (العمليات الاستشهادية) ولأول مرة في تاريخ النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني تتحول الخسائر من احادية الجانب الى ثنائية الجانب جعلت العالم يطالب بضرورة ايجاد حل للنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني واعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المغتصبة لتعزيز الامن الاسرائيلي.

بسبب العمليات انخفضت شعبية شارون الذي انتخبه الاسرائيليون لحمايتهم وتعزيز أمنهم من 74 في المائة في مايو (ايار) الماضي، خلال العمليات الحربية التي سميت (بالسوار الواقي) الى 51 في المائة، وبدأ الجمهور الاسرائيلي يحمله مسؤولية الفشل في مواجهة العمليات الاستشهادية. وظهور جماعات سلام في اسرائيل تدعو الى تبني الحلول السياسية والانسحاب من الاراضي المحتلة التي احتلتها اسرائيل عام 1967، والمطالبة بقيام الدولة الفلسطينية.

وعلى المستوى السياسي، طالب اللورد ديفيد اوين وزير خارجية سابق لبريطانيا في جريدة «الشرق الأوسط» في 1 ـ 6 ـ 2002، الولايات المتحدة بأن تضع حلا أمام الفلسطينيين والاسرائيليين نهائيا ويوضح حدود مناطق كل دولة.

وعلى مستوى المثقفين فقد طالب توماس فريدمان في جريدة «الشرق الأوسط»، ايضا، في 1 ـ 6 ـ 2002بشيء مماثل حين كتب (والآن حان الوقت لكي تقوم اميركا ببناء كل من النفق والضوء الذي ينتظرنا في نهايته، على اعتبار ان النفق القديم تعرض للتدمير).

بينما جيم هوغلاند «الشرق الاوسط» في 15 ـ 6 ـ 2002 شدد على ان التفاؤل المفرط، سواء في ما يتعلق بتسوية الدبلوماسيين النهائية أو برؤية العسكريين المستحيلة المتعلقة بتدمير الطرف الآخر كليا سيكون نوعا من الحماقة. لقد حان الوقت لتفكير جلي معتدل يصب الاهتمام على انقاذ الأرواح.

وعلى المستوى الاعلامي اتهم مؤسس شبكة «سي ان ان» الاخبارية الاميركية تيد تيرنر اسرائيل بخوض حرب ارهاب ضد الفلسطينيين، وتساءل تيرنر نائب رئيس (ايه أو إل) و(تايمز ورنر) قائلا: ان الفلسطينيين يحاربون بالانتحاريين، ان ذلك كل ما يملكون، والاسرائيليون يملكون احدى أقوى الآلات العسكرية في العالم. الفلسطينيون لا يملكون شيئا، وبالتالي من هم الارهابيون؟ انا أقول ان كلا من الطرفين متورط في الارهاب.