أميركا ليست شرا مطلقا وعدالتها أنصفت المسلمين

TT

اطلعت على الخبر المنشور في «الشرق الأوسط» الغراء، الذي افاد بأن القضاء الاميركي وقف الى جانب العرب والمسلمين، الذين تعرضوا لأنواع مختلفة من الايذاء والاضطهاد على يد الاميركان، اثر حادثة 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. فهذا الخبر سلط الاضواء على مجالات عدة، لعل من أبرزها ان القضاء الاميركي أدى الى درجة كبيرة مسؤوليته ولم يفرق بين الابيض والاسود عند تسوية الخلافات. وقد بات مألوفا وصف اميركا بشيطان العصر من سنن المجالس وآدابها في هذه الايام، مع انه يجب الادراك انه ليس كل اميركي شريرا بالضرورة ومضادا للخير. اذا قارنا ما حدث في اميركا مع غيرها من الدول التي يشكل فيها المسلمون اقلية سكانية، لوجدنا فرقا كبيرا بين اسلوب تعامل القضاء مع الضحايا. فعلى سبيل المثال على المحاكم الهندية العليا تخليص 400 دعوى رفعتها الاسر المسلمة اثر الاضطرابات الطائفية لعام 1992، بعد هدم المسجد البابري. وكذلك لم يصدر الحكم القضائي الا لفرد واحد من طائفة السيخ، التي تعرضت لأبشع الاضطهادات في بداية الثمانينات. ولا يخفى على احد ما حدث في ولاية غوجرات من سفك وانتهاك لحرمات المسلمين، حيث تورط فيها رئيس الولاية بشكل مباشر. ومن الغريب ان الصحافة المحلية كشفت دور الحكومة المحلية في الاضطرابات، ومع ذلك لم يول القضاء اي اهتمام لهذه القضايا البارزة.

فبعد النظر الى هذه الامثال التي تشكل القليل من الكم الكبير، ومقارنتها بما حدث في قاعات المحاكم الاميركية، نرى بصيصا من الأمل في تحسن السياسة الاميركية تجاه العرب، خاصة المسلمين. ولعل القيام بالاصلاحات على الصعيد المحلي يمهد الطريق الاوسع لها على الاطار الدولي.