سيناريو ضرب العراق

TT

اكدت واشنطن ان احتمال عودة مفتشي الاسلحة الى العراق لن يغير شيئا من هدفها المعلن الا وهو (تغيير) الحكم في بغداد، واكد مساعد وزير الخارجية الاميركي جون بولتون ان هدف الولايات المتحدة هو التوصل الى (تغيير النظام) في العراق، ولكن السؤال الذي يطرح لماذا تصر الولايات المتحدة على ضرب العراق رغم تقبله عودة المفتشين؟ فالمسؤولون في الادارة الاميركية يصرون على ضرورة اقصاء صدام حسين في اقرب وقت ممكن بسبب جهوده لتطوير اسلحة بيولوجية ونووية، بالاضافة الى الصواريخ التي توصلها الى اهداف بعيدة.

رغم ان معظم خبراء الاستخبارات يتفقون على ان صدام حسين ليست لديه قنبلة نووية بعد. ومن شبه المؤكد انه يملك اسلحة كيماوية وربما بعض العناصر البيولوجية غير المعدية مثل الجمرة الخبيثة، فان العديد من الخبراء يشكون في انه تمكن من تطوير جراثيم معدية مثل الجدري، او انه يملك الوسائل الكفيلة بنقل تلك الجراثيم لمسافات بعيدة.

فسيناريو ضرب العراق لن يكون بنفس سيناريو ضرب افغانستان، ففي افغانستان استعانت اميركا بجانب ضربها الجوي بتحالف الشمال، بينما في العراق لا تستطيع ان تستعين بأكراد الشمال كحكومة بديلة لمعارضة تركيا، وكذلك لن تستعين بشيعة الجنوب الذين هم امتداد لقوة ايران.

والولايات المتحدة هي التي حافظت على النظام وحمته خلال الفترة الماضية عن طريق استخباراتها لكشف اي محاولة انقلابية، ولن تستعين بالمعارضة الخارجية لانها ليست لديها قوة او ارضية مشتركة. ولكن الذي يقلق الولايات المتحدة خوفها من استخدام صدام حسين السلاح الكيماوي ضد قواتها او ضد اسرائيل او حرق ابار البترول كما فعل في الكويت في حرب الخليج الثانية، وتكلفة الحرب، وتعمير العراق بعد الحرب. بينما الحكومة المقبلة تكون شبيهة بالحكومة التي شكلت في افغانستان.

فتكلفة الحرب ستكون عالية وستؤثر على العجز في الميزانية الفيدرالية، وستكون لها سلبيات كبيرة على الاقتصاد الاميركي، لان الولايات المتحدة هذه المرة ستتكفل بمعظم النفقات الحربية، اضافة الى تحملها صدمة اسعار البترول او اية اضرار ستلحق بالسوق.