فتاوى عمرو خالد خطيرة تمس حقوق المسلمين

TT

السيد رئيس تحرير «الشرق الأوسط»:

نشكركم على ما نشرتموه في جريدتكم الغراء بشأن «الداعية» عمرو خالد، خاصة ان رجال الدين الذين يفترض ان يراجعوا ويفندوا ما يبثه في وسائل الاعلام المختلفة لم يتصدوا له، تاركين الحبل على الغارب، حتى انني سمعته في برنامجه على قناة «اقرأ» الفضائية يوم الجمعة 2002/5/10، وهو يدعي بكل بساطة ان من بنى المسجد الاقصى هو نبي الله داود عليه السلام في مكان بيت رجل يهودي، وان الله سبحانه وتعالى هو الذي امره بأن يبنيه في ذلك المكان، وان من اكمل بناء المسجد الاقصى هو نبي الله سليمان عليه السلام، وبالطبع فإن هذه المقولة تدعم قول اليهود بأن معبدهم (هيكل سليمان) يقع تحت المسجد الاقصى وان لهم الحق في هدمه لاعادة بناء الهيكل. وعليه فإن كانت هذه الرواية صحيحة فلا يوجد وجه حق لمطالبة المسلمين بالمسجد الاقصى طالما ان من بناه هم اليهود وعلى بيت رجل يهودي.

نناشدكم أن تنادوا بأن يقوم متخصصون بتفنيد ما يبثه «الداعية» عمرو خالد قبل ان ينتشر هذا الهراء بين العامة ويصبح من المسلمات، خاصة انني سمعت له شريطا عن «الامانة» يقول فيه ان التدخين ليس حراماً (وهو قد يكون موضوعاً خلافياً ولو انه صدرت به فتاوى من عدة مجامع فقهية) ولكنه يعتبره «مكروها»، لكن بما ان الشخص يشرب اكثر من خمس سجائر في اليوم فانه يقول انه بذلك يصبح حراما «بقه خمسه مكروه ما يعملوش حرام واحد؟؟ ودا حته في الكورة كان القانون انه اربعة كورنر يتحسبو جون»، هذا هو مستوى الانحطاط الفكري، وهذا هو مستوى التجرؤ على الدين حتى ان الحرام الذي هو بَيِّن اصبح مسخرة يتجرأ عليها غير المتخصصين، واصبح لدينا تشريع بعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بأن «خمسه مكروه يساوى واحد محرم» من شخص يدعي انه لا يفتي الا ان ضرره يتجاوز ضرر من يفتون بغير علم، لان هذه الاقاويل تمس اسس الشريعة كما يندس فيها اسرائيليات لها نكهة صهيونية، وتمس اصل صراعنا مع اليهود، لان ما اعطاهم اياه «الداعية» هو اقصى ما يحلمون به بأن المسجد الاقصى بناه انبياء اليهود على ارض رجل يهودي، ولا يبقى للمسلمين الا ان يستجدوا اليهود ليسمحوا لهم بزيارة معراج نبيهم صلى الله عليه وسلم، اما مسجد الصخرة الذي بناه سيدنا ابراهيم عليه السلام ومربط البراق فليس لهما ذكر في كلام الداعية، واما ان الهيكل قد هدم وازيل تماما كما هو ثابت لدينا فأيضا لا مكان له، خاصة انه يدعي ان من بنى المسجد الاقصى هم اليهود، ولا حول ولا قوة الا بالله، وفقكم الله للذود عن الحق ونجانا من امثال هؤلاء الذين يتم تلميعهم وفرضهم على الساحة على امل ان تطرد العملة المزيفة العملة الاصلية.