لماذا الإصرار على ضرب العراق وتغيير نظامه؟

TT

يتساءل البعض لماذا كل هذا الاصرار والتعبئة الشاملة لتغيير النظام في العراق بالقوة العسكرية، رغم اعتراض الدول العربية والاوروبية والعالمية على ذلك، ونحن نعرف ان القوات الاميركية هي التي اخمدت الثورات الشعبية في جنوب العراق عقب الحرب الخليجية الثانية تدعيما للنظام العراقي ومنعا لاسقاطه. اذاً لماذا هذا الاصرار وفي هذا الوقت بالذات، وفي العالم العديد من الانظمة الاستبدادية الشبيهة، بل والاسوأ منه؟ وهل هو جزء من مسلسل الهيمنة الاميركية الجديدة على العالم؟ استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة هي انشاء قاعدة عسكرية وسياسية في قلب الشرق الاوسط على نحو يمكن واشنطن من ممارسة نفوذ اكبر على كافة دول المنطقة المصدرة للنفط، بالاضافة الى سوريا والاردن. وبذلك يكون الوجود العسكري الاميركي في افغانستان والعراق وبعض جمهوريات منطقة آسيا الوسطى مما سيعطي الولايات المتحدة نفوذا استراتيجيا مؤثرا في مواجهة روسيا والصين، وسيطرة اوسع على منابع النفط، فالعراق يملك حقولا نفطية عملاقة لم يتم تطويرها بعد بسبب الحرب مع ايران وغزو الكويت والعقوبات الاقتصادية. ويقدر عدد هذه الحقول بخمسة حقول يحتوي كل واحد منها على ما لا يقل عن سبعة الى ثمانية بلايين برميل. ففيه من الاحتياطي الكافي الذي يجعله ينتج حوالي سبعة ملايين برميل يوميا ويؤكد العراق ان لديه من الاحتياطي ما يزيد عن 300 مليار برميل اي ما يوازي احتياطي السعودية او يزيد.

فالعراق في وضعه الحالي لا يمكن ان يطور نفطه ولا بد من اجواء جديدة، ويبدو ان اميركا غير مستعدة للتعامل مع النظام العراقي الحالي. ولكن لا ندري قد ينقلب هذا الاصرار الى اتفاق مع النظام العراقي الحالي، خاصة ان بريطانيا على استعداد للعب اي دور يعيد العلاقات اذا استطاع نظام صدام حسين اكتساب ود الولايات المتحدة ورضاها عنه، فالدول الكبرى لا تكترث عند تحقيق مصالحها العليا لأية اعتبارات (صداقة او عداوة) او مبادئ سوى القوة والهيمنة.