أحلام ما بعد 11 سبتمبر

TT

من وحي الاطلاع على مقال غسان الامام «كوابيس 11 سبتمبر» المنشور في «الـشرق الأوسط» بتاريخ 9/7 ما ان رقد الحاكم بأمر الله في فراشه وقد داعب الكرى مقلتيه حتى جاءه الرجل الكاوبوي ممتطيا جواده واقفا فوق رأسه وهو يقول.. ها أنت تنام قرير العين واميركا كلها لا تنام بسبب احداث سبتمبر المشؤومة. وهنا اجابه الحاكم: وكيف لي ان انام قريرا وانت وبعض اعضاء ادارتك على رأس الحكم في بلاد العم سام، فها انتم تعدون العدة لشن حرب على هذه المنطقة كي تغيروا خريطتها وربما بعضا من حكامها ايضا. وهنا هز الكاوبوي رأسه وقال: وهل كنت تظن انني لن اثأر لاميركا من اولئك الذين تجرأوا عليها وهزوا هيبتها وداهموها في عقر دارها؟ لكنك ثأرت لاميركا بما فيه الكفاية هناك في افغانستان، حيث كنا الى جانبك وساندناك، فالارهاب يطالنا كما يطالك وربما اكثر، ولكن ماذا عن الارهاب الذي يعشعش في منطقتكم والذي يرعاه جنرال هذه المنطقة من العالم؟ اجابه الحاكم بأمره: ولكن ليست لنا سيطرة على الجنرال فها انت ترى ما يفعله يوميا باخواننا في فلسطين! أووه انت تقصد الجنرال شارون؟ لا، لا، الجنرال شارون هو رجل سلام ومحبة وما يفعله الآن هو في صميم حربنا على الارهاب، ولكن يا سيادة الكاوبوي. انه يقتل الاطفال والرضع! طبعا يجب ان يفعل والا فما معنى الضربة الوقائية، فأنت تعلم ان الصغار سيكبرون يوما. ولكن ايها الكاوبوي انسيت ان هناك مبادرة عربية للسلام والاطفال سوف يكبرون في مناخ يسوده السلام والمحبة، نعم نعم نأمل ذلك لكن الختيار وبعض الفلسطينيين والعرب لا يوافقون على غزة اولا واخيرا كمشروع منطقي للسلام. عفوا عفوا ولكن يبدو انك اسقطت اريحا وبعض مدن الضفة الأخرى سهوا.. لا لا لم اسقطها انا، بل انتم من اسقطها في حرب 67. وهنا ساد الصمت الذي قطعه صوت الفتى الكاوبوي: ثم ماذا عن الديمقراطية في منطقتكم؟ ان التقارير التي بحوزتي تقول انه لم يعد من الممكن السكوت عن خرقكم لاصول الديمقراطية. ولكن يا سيادة الكاوبوي نحن لا نعمل بموجب قانون الادلة السرية وليس عندنا غوانتانامو يفرز فيه المعتقل بين مواطن وغير مواطن، فمعتقلونا كلهم سواسية سواء أكانوا من مواطنينا أم من غيرهم، فالكل يقبعون في سجن واحد وفي ذات الظروف المجحفة. وقبل ان يأتيه الرد استيقظ الحاكم من النوم وهو يستعيذ بالله العلي العظيم.