حقا نريد شيئا آخر في رمضان الكريم

TT

اشارة الى ما ورد في العدد رقم 8697 بتاريخ 2002/9/20 حول رسالة بتول العطاس، تحت عنوان «نريد علماء ومفكرين لا عوالم في رمضان»، واضافة الى ما تقدمت به القارئة هناك سؤال يطرح نفسه، وهو مَنْ وراء مثل هذه الاعمال، وتحت أي مسمى يمكن ان تدرج وهي تعرض في وقت من أحب الأوقات الى الله والى عباده المؤمنين؟. ولا يخفى على الجميع الجهود التي تقوم بها جميع المحطات العربية، وهي تسعى جاهدة لتقديم الجديد والمنافس من الاعمال، حتى ان الانسان ينسى نفسه امام ذلك الزخم الهائل، وبذلك ينصرف عن العبادة وينشغل عن طاعة الله في هذا الشهر الكريم.

أما بالنسبة للأموال التي تصرف على مثل هذه الاعمال وعن امكانية استغلالها في تمويل الاعمال الخيرية التي تفيد الفقراء، وهو ما تطرقت اليه بتول في رسالتها، فللأسف الشديد وكأنما هنالك عداوة بين الغني والفقير، فنجد هناك من الاغنياء من ينفق ما يكفي لاعالة 500 أسرة لمدة شهر، على شراء فستان راقصة او فنانة مشهورة، بينما يجد من ابناء جلدته من يتسولون لقمة العيش بجانب الاشارات الضوئية، أو امام المراكز التجارية. وهذه مؤشر خطير لظاهرة بدأت في الانتشار السريع في الآونة الاخيرة مع الأسف.

فهل يعقد اصحاب رؤوس الأموال أولئك، صفقة من مئات الصفقات التي يعقدونها تكون محدودة المدة 30 يوما فقط، يستثمرون خلالها أموالهم في اعمال الخير والبر والتقوى والتكافل الاجتماعي. وذلك عن طريق البحث الدؤوب عن المستحقين. وانا على ثقة كاملة بأنهم سيذهلون بما يرون. وليس عن طريق توقيع الشيكات وهم ممسكون أقلامهم برؤوس اصابعهم المرتعشة، ودفعها الى حسابات اللجان الخيرية وجمعيات البر في البنوك.