الانسحاب حكمة من حكومة السودان وليس تخاذلا

TT

عطفا على ما كتبه بكري الصائغ في «الشرق الاوسط» بتاريخ 2/9/2002 تحت عنوان «شهر التنازلات والدور على السودان»، واستطراده بأن السودان وعلى عكس بعض دول المنطقة كالعراق وليبيا، التي قررت اخيرا الانصياع الى قرارات الشرعية الدولية، ما زال يغرد خارج السرب، ويتمرد على قرارات الشرعية الدولية، في اشارة الى انسحاب الحكومة السودانية من مفاوضات ماشاكوس رقم (2)، نقول: يستغرب المرء ان يكون مفهوم المعارضة لدى بعض الاخوة السودانيين بهذا المستوى، ماذا يريدون من الحكومة السودانية التي ذهبت الى مفاوضات نيروبي بارادة سلام قوية وقدمت فيها ما يكفي من التنازلات حتى تحققت اتفاقية ماشاكوس رقم (1)؟ ماذا يريدونها ان تفعل ازاء عمل عدائي سافر ادى الى احتلال مدينة استراتيجية مهمة مثل مدينة توريت، فالانسحاب كان اقل ما يمكن ان تفعله حفاظا على هيبة الدولة وكرامة الوطن! هل يريدون منها السكوت والخنوع كي تفرض الحركة الشعبية اجندتها التوسعية في ضم مناطق شمالية لحدود جنوب السودان بفعل الضغط والتفوق العسكري! أم يريدون منها الاستسلام حتى تتمكن الحركة الشعبية من احتلال كل المدن الجنوبية، ومن ثم اعلان دولة انفصالية على ارض الجنوب الحبيب! وما العلاقة بين انسحاب الحكومة من المفاوضات وقرارات الشرعية الدولية التي يتحدث عنها بكري الصائغ؟ ان اي حكومة سودانية اخرى كانت ستتصرف بذات الطريقة التي تصرفت بها حكومة السودان الحالية.