المندائية والحقائق المغيبة

TT

أنا من القراء الدائمين لجريدة «الشرق الأوسط» وأكن لها احتراماً كبيراً وكنت دائماً اراها جدية وشاملة. ويوم الجمعة 13/9/2002 وانا اطالع عدد الجريدة لفت نظري عنوان غريب «كلب بوليسي يحرس المترجم المنتحل لأقدم نصوص الحكمة». وعندما انتهيت من قراءة المقالة المذكورة انتابني شعور بالانزعاج والخيبة لما ورد فيها من مغالطات وخلط وترديد للمعلومات من دون تحقيق، وعلى اخطاء في التسميات لم نألفها في «الشرق الأوسط».

لا أريد ان أناقش كل ما ورد في مقالتكم فقد حوت من المعلومات التي يحتاج الرد عليها الى عشرات الصفحات، بعضها لا يمكن الرد عليه اصلاً كونه رجماً بالغيب أو استند الى معلومات متداولة من دون سند علمي دأب الكتاب عن المندائية بترديدها وتكرارها دون سند علمي.

انني احد ابناء الطائفة المندائية المقيمين في الدنمارك وكنت في ثمانينات القرن الماضي عضوا في المجلس الروحاني للطائفة في العراق، وواكبت نشاطاتها الثقافية، ولست بعيداً عن قصة ترجمة كتاب «الكنزا ربا» الى العربية. وقد نشرت مجلة «آفاق مندائية» التي يصدرها مجلس شؤون الطائفة المندائية في العراق بعددها العاشر الصادر في مارس (آذار) عام 1999 في الصفحة السابعة من العدد المذكور، قصة ترجمة الكتاب وكيف تمت وما هو دور اللجنة المشرفة على ترجمة واصدار الكتاب للغة العربية وكيف كلفت تلك اللجنة الشاعر المندائي الكبير الاستاذ عبد الرزاق عبد الواحد بالصياغة الادبية لتلك الترجمة وكيف قام بها بابداع بعد ان عجز الآخرون عن ذلك مع ان جهودهم جميعاً كانت مجانية وليست هناك دوافع للانتحال أو الاستحواذ على جهود الآخرين. انني انصح كاتب المقالة بالرجوع الى ذلك العدد من المجلة والاعداد الاخرى لمعرفة الحقيقة والتأني وعدم اطلاق التهم جزافاً. وعلى العموم فإن ابناء الطائفة المندائية يرون كل ما ترجم أو نشر عنهم هو جهد يصب في تعريف الآخرين بهم.