المهرة في الصومال ودورهم في المصالحات

TT

كثير من القراء يعرف قبائل المهرة في اليمن وسلطنة عمان وأقطار أخرى في الجزيرة العربية، ولكن القليل منهم يعرف أن في الصومال فرعا من قبائل المهرة الذين ينتمون إلى بيوت بن نيمر والجدحي وشولا وبن عفرير، ويطلق عليهم قبيلة (عرب صالح) نسبة إلى جدهم الكبير صالح، وهو أول مهري تطأ قدمه الساحل الصومالي، حيث تروي أدق الروايات بأنهـم قدموا من اليمن على متن سفن شراعية، واستوطنوا أول مرة في مدينة بندر قاسم (بوصاصو حاليا)، والتي ما زال أحد أحيائها يحمل اسمهم حتى اليـوم. ثم انتشروا في بقية المدن والقرى الصومالية مثل آيل، قرظه، جروي، جلكاعيو، مقديشو، كسمايو... الخ. وعلى الرغم من عدم توفر إحصائية رسمية دقيقة عن قبيلة المهرة في الصومال إلا أنهم ليسوا بالقلة. وكطبيعة المهاجرين اندمجت قبيلة عرب صالح في الصومال مع القبائل الصومالية الأخرى، وحصل بينهم التصاهر خاصة مع فخذ المجيرتين، وهي أحد افخاذ قبيلة داروت، ولعل ذلك يرجع إلى كون الأخيرة من ملاك وحكام المناطق التي استوطنت فيها قبيلة المهرة أول مرة، بعد قدومها إلى الصومال. ومن الجدير بالذكر أن قبيلة المهرة في الصومال كانت من أبرز القبائل التي حمل رجالها لواء التجارة في الصومال، حيث كانوا يتاجرون بين عدن والصومال وأفريقيا وبالعكس. كما تقلد ابناؤها مراكز وزارية وبرلمانية وقضائية في الحكومات التي تعاقبت على الصومال منذ استقلاله. ومما يميزهم عن غيرهم عدم تورطهم في المنازعات القبلية التي كانت تقع بين القبائل الصومالية منذ القدم وحتى الآن. حيث احتفظت قبيلة المهرة في الصومال بموقعها الحيادي الأمر الذي جعلها تتبوأ مركز الصدارة لتعيش مع بقية القبائل الصومالية بالسلام والوئام. كذلك اشتهرت في مناصرة قضايا الصومال سواء في الماضي أو الحاضر، وذلك لكونها جزءا لا يتجزأ من الكيان الاجتماعي والديمغرافي في الصومال رغم أن جذورهم تتحدر من الجزيرة العربية. ومن المعلوم أن قبيلة عرب صالح في الصومال ما زالت تلعب دورا هاما في مؤتمرات المصالحة الصومالية وتحظى بنصيب معقول من التمثيل السياسي.