الحوار وصورتنا لدى الآخر

TT

للاستاذ الراشد مقالات تعبر عن قدرة لقراءة الحاجات النفسية لتفسير بعض المواقف السياسية من قبيل الرؤية المميزة واستقراء بعض الرموز والشعارات السياسية او تحليل بعض الاحداث بناء على رؤية خاصة به قد ترضي المقابل ولو الى حد ما.

بعد قراءة المقال «هذه افعالنا في كل مكان» اصبحت الرؤية اكثر وضوحا لتنظير قضية تحتاج لجهد من قبل المتمكنين لدخول هذا المضمار، وهو مضمار الاستقراء لفكر الآخر وتحليل معطياته واسبابه لنتمكن من الحوار معه دون الصراع المخيف الذي قد يصل الى ما لا تحمد عقباه.

الاستماع الى الآخر، كيف يرانا وبماذا يفسر افعالنا ويفسر افعال المنتمين الى الاسلام بشتى الطوائف والاتجاهات والافكار؟

وينبغي تجنب الاكتفاء بمرآة المجاملات الرخيصة والتبعية المقيتة والنفاق الاجتماعي ثم الهدوء والتبصر والاستماع، بروية وطول نفس دون الشعور بالرغبة في الرد على كل جزئية قبل سماع المقابل والاستفسار بعد نهاية كلامه عن جزئيات حديثه، ثم الاستيضاح منه عن اساس نظرته واسباب تفسيره لصورتنا على الشاكلة التي يقوم بالنظر بها الينا، وينبغي التيقن اننا مهما اوتينا من ذكاء ومعرفة وخبرة لن نستطيع ان نوضح صورتنا عندهم وحدنا دون الاستماع اليهم واطالة النفس للتوثق مما يقولون.

ويكفي محاورة النخب والمفكرين وايضاح الصورة المطلوب ان يرونا بها، ولنستوضح منهم كيف هم يروننا وتحليل مجتمعاتهم ونظرتهم الينا.

اظن ان استرشادات الراشد واستقراره مميزة تميز المفكر الذي قام بالعمل، ولكني اظن ايضا انها هكذا لا تكفي لتكتمل الصورة حيث انها تنبع عن واحد منا يرى بعيننا ويفكر بعقلنا وينبض قلبه ليضخ الدم في جسدنا.

والراشد يدرك قصدي وتصوري عن اهمية الفكرة كيف يرانا الآخرون، فالمنظومة كبيرة والفكرة طرحت لذا وجب تبنيها ونشرها ليعم نفعها.

اتمنى ان يقوم الراشد باعادة كتابة الامر بصورة اوسع والتعبير عن اساليب العمل لتعزيز الفكرة فلنعهد نحن بخطوات سريعة محسوبة لتوضيح صورتنا ورفع الغبش لنتمكن من رؤية ما يرونه فينا بوضوح اكثر ولنتمكن من الحوار بطريقة مثلى معهم.