محاولة إسقاط الطائرة «الإسرائيلية».. بين الخيال والواقع

TT

في سبتمبر (ايلول) قبل الماضي عندما شاهد الناس ـ على الهواء ـ انهيار برجي مانهاتن في نيويورك، ظنوا انهم يشاهدون فيلما سينمائيا من افلام نهاية العالم التي ذاعت في السنوات الاخيرة، فقد كانت المناظر نفسها تقريبا التي شاهدوها في الافلام، تتكرر امامهم على القنوات الفضائية.

ولكن عملية اطلاق صاروخين على طائرة الركاب الاسرائيلية الخميس الماضي فور اقلاعها من مطار نيروبي في كينيا، والتي تبناها ما سمي بـ «جيش فلسطين»، كانت تطبيقا حرفيا ودقيقا لفيلم من افلام الجاسوسية التي تحكي قصة الصراع المستمر بين المخابرات المصرية ونظيرتها «الاسرائيلية».

ففي فيلم «مهمة في تل أبيب» الذي انتج منذ نحو عشر سنوات، تحاول المخابرات المصرية زرع عمليتها المزدوجة داخل اسرائيل، بتزويدها بمعلومات توهم بها مخابرات الاعداء بأن هناك منظمة فلسطينية تخطط لاسقاط طائرة الركاب الاسرائيلية المتجهة من تل ابيب الى عاصمة افريقية، بخمسة صواريخ «ستريللا» روسية الصنع وضعت قرب المطار الافريقي.. المهم تم كشف الصواريخ الخمسة المزعومة، ونجت الطائرة، وابتلع الاسرائيليون الطعم، ونجحت الجاسوسة.

والغريب ان المحققين الكينيين بعد ان عثروا على داعمتي الصاروخين وجدوا انهما صناعة روسية من نوع «ستريللا». إن التطابق التام بين الفيلم والواقع يثير الدهشة والعجب، ويجعلنا نتساءل ان كان مخططو ومنفذو عملية نيروبي شاهدوا الفيلم؟ فمسرح العملية في الحالتين عاصمة افريقية، والصواريخ المستخدمة «ستريللا»، والطائرة طائرة ركاب اسرائيلية، والجهة المنسوبة اليها العملية فلسطينية.

المفارقة الوحيدة هي ان الصواريخ لم تطلق في الفيلم، بينما اطلقت في الواقع، ورغم ذلك نجت الطائرة في المرتين.