الإيدز بحاجة إلى علاج لا إخفاء المعلومات عنه

TT

نشرت «الشرق الأوسط» قبل أيام احصائية حديثة عن حالات الاصابة بمرض الايدز صادرة من منظمة الصحة العالمية، تضمنت آخر الارقام عن الاصابات في منطقة افريقيا الشمالية والشرق الأوسط والتي بلغت 550 الف حالة، وفي العام الماضي نشرت «الشرق الأوسط» ايضا 1 ديسمبر 2001 (ايلول)، احصائية صادرة عن المنظمة العالمية أفادت بأن حالات الاصابة بهذا المرض في منطقة الشرق الأوسط فقط (دون شمال افريقيا كما في الاحصائية الحديثة) بلغت 400 الف حالة.

اني اتساءل: هل تتطابق اعداد المصابين بهذا الداء في الوطن العربي، مع الارقام العربية المذكورة في الاحصائيتين اللتين قدمتا للمنظمة العالمية من قبل الحكومات العربية؟.

لقد سبق أن أكد بعض مسؤولي الامم المتحدة عام 1996 ان عدداً كبيراً من الدول العربية يحجم عن تقديم الحقائق والاحصائيات الدقيقة حول عدد الاصابات بمرض الايدز فيها، وان هذه الدول تقدم احصائيات اخرى تقل فيها الارقام كثيرا عن العدد الحقيقي للمصابين، بل وايضاً تحجم بعض الدول عن طلب المساعدات العاجلة لتفادي انتشار هذا المرض، بحجة ان هذه المساعدات ستكشف حالهم.

لقد سبق ايضاً ان استنكرت منظمة الصحة العالمية مراراً القول بأن التقاليد والعادات العربية حالت دون ارتفاع الاصابات بمرض الايدز، بينما واقع الحال يقول العكس تماماً، وان الوباء «ضرب بعض البلاد العربية بصورة كبيرة، مما جعل ما يقدم للمنظمة الدولية لا يلقى الاحترام والتقدير.

وفي الاونة الاخيرة لمسنا كيف راحت كل الدول تساند بعضها بعضا من اجل محاربة الارهاب. وقدمت كل الدول ما عندها من وثائق وادلة عمن كانوا ارهابيين في بلادها، فلماذا لا يكون التعاون بنفس القدر في مجال محاربة الايدز، الذي هو اشد خطراً من الارهاب، على اعتبار ان الارهاب ـ حالة طارئة ـ وليست دائمة.. عكس الايدز الذي يبقى مغروساً في الاجيال الجديدة والاجيال المقبلة.