حملة تستهدف المواقف الشجاعة

TT

اني من الداعين الى الديمقراطية في عالمنا العربي لأني اعتقد انها هي طريق الخلاص اذا التزم بها الجميع. كما ان لي رأيي الخاص في الحكومات العربية والسياسات العربية ومواقفها من قضايا الحرية والديمقراطية بصفة عامة بما في ذلك مواقف وسياسات السعودية وهذا مجال له مقام آخر.. هذا لا يمنعني من ان اقول اني اقدر ومعجب بمواقف العائلة المالكة في السعودية وملوكها العظام عبد العزيز وسعود وفيصل وخالد وفهد وولي عهده عبد الله واخوته الكرام. لقد كانوا جميعا مع القضايا العربية والاسلامية قلبا وقالبا وبايمان راسخ بعيد عن الجو الرسمي العربي المتبلد بالاضغان والخداع، والقائم على تربص كل للآخر لأهداف شخصية. لقد ساعدوا على انتشار الاسلام في شتى انحاء العالم ودعم نشاط معتنقيه الديني والتعليمي وذلك بانشاء المراكز الاسلامية اللائقة والمعاهد والمنشآت العلمية وبناء المساجد في معظم عواصم العالم والمدن الكبيرة والارياف في انحاء العالم الاسلامي، ومد يد المساعدة والحماية لجميع المضطهدين في العالم العربي والاسلامي الذين عاشوا في ظل اسوأ انظمة عسكرية وديكتاتورية عرفها العرب في العقود الخمسة الاخيرة، واكثر من هذا مدوا يد المساعدة لجميع العرب والمسلمين في المهجر بقدر المستطاع، وخاصة الطلاب العرب، وكانت مواقفهم ايجابية في مساعدة الفلسطينيين والمسلمين المكافحين من أجل الحرية والتحرير.

ولا غرابة في ان تقوم حملة عليهم اليوم في اميركا والغرب تتهمهم بتمويل الارهاب. فاميركا والغرب اليوم لا يريدون التفريق بين المكافحين من أجل تحرير ارضهم من الاحتلال الاجنبي والمتطرفين الاسلاميين الذين نشروا الرعب بين المدنيين العاديين في اميركا وأوروبا، رغم ان هذه الفئات من المتطرفين كانت منذ أوائل الخمسينات مصدر قلق للأنظمة العربية. وقد شاركت الدول الغربية في دعم هذه الفئات الاسلامية المتطرفة، ماليا وتسليحا وتدريبا، وفتحت لها الابواب للعيش بأمان ومزاولة النشاط السياسي فوق اراضيها بحجة حماية حقوق الانسان وهي مواقف حميدة تشكر عليها.

ولما انقلبت الآية واصبحت الدول الغربية، خاصة اميركا هدفا لها اصبحت هذه الاخيرة تلقي اللوم على الحكومات العربية والصديقة بالذات رغم انها تعرف انه لا علاقة لها بهذه الفئات المتطرفة، بل انها كانت وما زالت أول ضحية لها.

ولهذا فإن الحملة ضد السعودية، لمجرد مشاركة بعض من مواطنيها في حادث 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن وتقديمها للمساعدات المالية للطلاب العرب والهيئات الخيرية والانسانية التي تخدم الجاليات الاسلامية في المهجر وفي الدول الاسلامية النامية، ما هي الا تغطية للحملة ضد العرب والمسلمين تحت شعار الحرب ضد الارهاب، وكذلك القضاء على الدعم المادي الانساني الذي يقدمه المسلمون للحركات التحريرية العربية والاسلامية وللمسلمين الفقراء في شتى انحاء العالم الذين حرموا من الطعام والتعليم والعلاج، واضعاف مواقف العرب والمسلمين في كفاحهم العادل من أجل التحرر وازالة الاحتلال الاجنبي من الاماكن المقدسة والعزيزة عليهم والعمل على تنمية بلدانهم ورفاهية شعوبهم في سلام وأمن.