المصالح الفعلية وراء حزام الرعب الأميركي

TT

التهديدات الاميركية بضرب العراق لا تنطلق من فراغ أو لمجرد التعنت الاميركي، من أجل استكمال ما بدأته الإدارات السابقة من عهد بوش الأب، كنوع من رد الاعتبار للشخصية الاميركية. فما يحدث اليوم يدخل في إطار إحكام الطوق حول دول المنطقة من العراق إلى الحدود الأفغانية مع الهند والصين وروسيا، بهدف السيطرة على مصادر الطاقة التي تزخر بها هذه المنطقة الاستراتيجية، والوقوف في وجه القوة البشرية التي تمتلكها الصين، والموارد الطبيعية التي تتمتع بها، والتي تشكل عاملاً خطيراً على ترتيبات السياسة الاميركية، خاصةً بعد ان قطعت دول جنوب شرق آسيا أشواطاً على طريق التقدم التقني بمساعدة اليابان، وهذا من شأنه أن يقصم ظهر اميركا اقتصادياً. لذلك فإن الهدف يكمن في الحد من هذا التطور والتقدم العلمي والاقتصادي، وتقليم أظافر الاقتصاد الياباني الصاعد بسرعة الصاروخ، وفرض نمط اقتصادي عالمي جديد مدعوم بالقوة العسكرية للتخويف والتهديد، تحت مظلة مكافحة الإرهاب وإقرار الأمن والسلام، وتعميم مبادئ الديمقراطية الغربية بالقوة إذا لزم الأمر، حتى بتنصيب حكام وحكومات موالية للنهج الاميركي، وبما يخدم مصالح الولايات المتحدة. ولن يتأتى ذلك إلا بإقامة حزام الرعب الاميركي لتطويق عنق شعوب آسيا لاستباق ما قد يحدث جراء ما تشهده دول هذه المنطقة من تطور مطرد بدعم من اليابان، القوة الاقتصادية الكبرى والثقـــل الإلكتروني الكبير، ولمنع أي تقارب من شأنه أن يبعثر أوراق الساسة الاميركيين.

إذاً يبدو واضحاً أن الهيمنة الاميركية وفرض النظام العالمي الجديد وفتح الأسواق العالمية أمام منتجات اميركا وفتح الحدود الدولية أمام شركاتها هي بوابة لمزيد من السلب والنهب، وهذا هو الهدف الحقيقي وراء ما تسميه اميركا بـ(الحملة ضد الإرهاب الدولي) والتي منحت نفسها حق التصرف بأمور العالم دون رادع، باعتبارها القوة الاكبر على الأرض.