حرب على العراق أم زوبعة في فنجان؟

TT

ها نحن قد ودعنا عام 2002، فماذا تخبئ لنا الايام وفقا لبعض ما نشرته الصحف في مطلع العام الجديد؟

حاملة الطائرات (ترومان) تصل الى جزيرة كريت اليونانية.. بريطانيا ترسل تجهيزات عسكرية الى احدى قواعدها في قبرص تحسبا لضرب العراق.. العراق سنقاتل الاميركيين بضراوة أكبر من عام 1991.. بغداد تناشد العرب والمسلمين دعمها لمواجهة التهديدات الاميركية، والعراقيون يستقبلون العام الجديد بتخزين المؤن تحسباً للضربة المحتملة.

بكل هذه الاخبار والمانشيتات العريضة نستقبل العام وسط هذا الزخم من اخبار الحروب والدمار الذي يهدد المنطقة لينطلق السؤال: هل غزو العراق حقيقة ام زوبعة في فنجان؟! الخبراء يستبعدون ان تكون الضجة الاعلامية حول الحرب ضد العراق مجرد ادارة ازمة، لأنه لم يسبق لتغطية اعلامية لحرب متوقعة ان حظيت بهذا الكم من المعلومات والتفاصيل الهائلة.. فيما يعقد الكونغرس جلسات استماع ويمضي في تقصي كلفة الحرب المالية، ويكون ذلك ضياعا لوقت التنفيذيين والتشريعيين أو ملهاة اعلامية فقط؟ وفي تقدير احد الخبراء بأن الحرب يمكن ان تتكلف خلال عام بين 100 ـ 130 مليار دولار.

وهناك مئات من المقالات في الاعلام الاميركي تتحدث عن الحرب واستطلاعات الرأي الاميركي تؤكد الرغبة في الذهاب الى الحرب، فهل يكون هذا كله مجرد ضجة اعلامية أم ان هناك حربا قادمة؟.

أمام هذه الحرب القادمة انقسم عالمنا العربي بين مؤيد ومعارض لها وبين متحفظ.. لا شك في ان هناك من يؤيد من عالمنا العربي توجيه ضربة ضد العراق، ولكن هل هذا الامر صحيح!! ان ضرب العراق في وجهة نظر الكثير من مفكرينا وباحثينا يحمل في طياته الخراب لدول المنطقة والهيمنة الاميركية والاسرائيلية، وفي اعتقادي ان الاسلم هو تجنب وقوع الحرب بشتى الطرق.. سواء برحيل صدام أو أي حل آخر، والمؤسف في الأمر ان العراق والشعب العراقي مستعدون للحرب، فهل يعتقدون ان حرب عام 2003 ستكون مثل حروب العصور الوسطى أو القرن الماضي؟ انها حرب الكترونية تتابع من خلال شاشات الكومبيوتر وأجهزة التلفزيون.

ولكن ماذا عن الجهد الدبلوماسي العربي؟ وهل ما جاء على لسان وزير خارجية ليبيا حقا من (ان الجامعة العربية اصبحت مثل الادوية المضادة للحيويات التي انتهت صلاحيتها وعند تعاطيها يزداد المريض سوءا) قد يصح هذا القول ولكن هل يقتل الرجل المريض أم يعالج؟ وهل مفهوم الامن القومي واضح المعالم في اذهاننا، أم تعودنا على قراءته في الكتب المدرسية وسماعه في العربي المحافل العربية.. سؤال سيظل مطروحا.