الحضارات لا تتصارع بل تتفاعل وتتمازج

TT

المسلمون حينما دخلوا مصر لم يزيلوا أهراماتها، بل اضافوا حضارتهم الى الحضارة القائمة. لتكون شاهدا على تحضر أهلها. أما الصراع الآن فيقوده حقد المهزومين بالأمس. في المرحلة الأولى أزالوا الطوب الذي يربط بيت الاعمدة في البيت الاسلامي العربي حتى تعرت الأعمدة تماماً، والآن أتت مرحلة هدم الأعمدة، والعراق اول عمود ولن يكون الأخير.

والسعودية لا يرعبها من يوسوس له إبليسه بأنه هو الحارس الأوحد وهي لا تتخذ قراراتها تحت تأثير الاحداث مهما كانت، فقرارات كتلك تناصر الظلم لا تحاربه. وهي تتخذ شرع الله قانوناً لها، لذا حظيت بالاستقرار، ولذا يحاربون استقرارها ويحسدون طمأنينتها، وبينما اكبر قوة في العالم تضع المتاريس حول مساكنها، ينام المسافر في طرقات السعودية في العراء بجانب سيارته ملء جفنيه.

يضربون الأمثال بتركيا في التطور والديمقراطية، ونحن نضرب المثال بتركيا في الظلم ومنع الحريات، ففيها التعري مسموح والاحتشام ممنوع.

والسعودية لم ترتكب خطأ حتى تعتذر لأميركا. نعم هناك خمسة عشر سعودياً فجروا أنفسهم في أحداث 11 سبتمبر (ايلول) في اميركا وليس في السعودية حتى تكون هي مسؤولة عنهم.

من السهل جداً أن تحتل بيوت الآخرين بقوة السلاح، ولكن من الصعب جداً ان تهنأ فيها بالنوم، إن لم يجدوا القوة على محاربتك سيحاربك الوسواس والخوف من انتقامهم كل يوم وكل لحظة. اذاً ما فائدة النصر الظالم؟

السعودية لا تستجدي عطف أحد، لكن لا تستطيع اي قوة في الارض ان تمنع تعاطف الناس معها في بقاع الارض عملياً في المستقبل، لأنها رمز المسلمين وحصنهم الأول والأوحد والباقي بإذن الله.

السعودية ليست عمياء حتى تتخذ من اميركا عصاة تتحسس بها، وتدلها على الطريق، فهي تعرف طريقها المستقيم ولا تجبر احداً على السير معها في الطريق المستقيم. اذاً لماذا يحاول الآخرون اجبارها على السير معهم في طريق ملتو. حرب العراق وايران لم تكن البداية، كما لم تكن حرب العراق والكويت هي النهاية. انهم يحاربون المسلمين بالمسلمين في ديار المسلمين، والآن صارت اللعبة مكشوفة اكثر وما كانت مخفية.