حرب أميركا على العراق وأسبابها

TT

يلاحظ المتابع للمواجهة الاميركية مع العراق اصرار واشنطن وعملها الدؤوب من أجل تصعيد الامور وزيادة حدة الازمة من خلال استبعاد الحل السياسي السلمي وتوجهها الكامل نحو الحل العسكري. ولم يقف بها الامر عند هذا الحد، بل شدد المسؤولون الاميركيون وعلى رأسهم بوش الابن على ان الهدف الرئيسي من كل هذه التحركات هو ازالة النظام العراقي واستبداله بحكومة أخرى على غرار ما فعلته في افغانستان.

وقد يتساءل المرء عن الاسباب التي تجعل اركان البيت الابيض يكثرون من الحديث عن الحل العسكري في الوقت الذي بإمكانهم اعطاء مساحة كبيرة للجهود الدبلوماسية العربية والدولية من أجل الخروج من هذه الازمة. ولو أردنا الاجابة عن هذا السؤال لوجدنا عددا من الاسباب التي تضغط على الادارة الاميركية من أجل شن حرب على العراق ومنها:

ـ الضغط السياسي الذي تقوم به جماعات الضغط واللوبيات اليهودية على القيادة الاميركية، وكذلك سيطرتها على عقول الكثير من صناع القرار في البيت الابيض.

ـ رغبة واشنطن السيطرة على نفط العراق بطريقة مباشرة، خصوصا اذا علمنا ان العراق يملك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم.

ـ الحفاظ على أمن اسرائىل من خلال تدمير أي قوة عسكرية كبيرة قد يمثل مجرد وجودها خطرا على وجود الكيان الصهيوني.

ـ من سوء الحظ وجود عدد من القادة المتزمتين (النسور) حول الرئيس بوش، امثال رامسفيلد وكونداليزا رايس وهي شخصيات راديكالية متصلبة تنظر للعرب نظرة الشك والريبة ان لم تكن نظرة عدائية محضة.

ـ اصرار واشنطن على تغيير النظام الحاكم في بغداد في هذا الوقت بالذات، ليس من أجل الحفاظ على مصالحها الاقتصادية وحسب، بل من أجل وضع سابقة جديدة قد تلجأ اليها لتهديد معظم الدول العربية.

ـ قيام حكومة موالية لواشنطن في بغداد يتيح للأولى تطبيق مبادئ الديمقراطية ومبادئ الحريات السياسية والاجتماعية ومناهج التعليم الجديدة، وهي الخطة التي تعدها الادارة الاميركية لأمركة العرب، ومن ثم الطلب من باقي الدول العربية الأخرى الالتزام بها.

ـ قيام نظام سياسي حليف لواشنطن في بغداد قد يعجل بايجاد حل سريع للاجئين الفلسطينيين، فالولايات المتحدة سوف تفرض على العراق توطين اللاجئين الفلسطينيين في حالة رفض باقي الدول العربية ذلك.

ـ الكل يعلم ان الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي ينتعش اقتصادها من الحروب، وقد تلجأ الى شن حرب على العراق للخروج من الاوضاع المتردية والازمات الحادة التي يشهدها اقتصادها، فبعد الحرب ستحصل على النفط والمعادن وهذه الثروات كفيلة بتحقيق احلام اركان البيت الابيض.