الحب من أول شمة

TT

مقال محيي الدين اللاذقاني «أوهام أجمل من الحقائق في ملحمة العشق الإنساني» جميل، لأنه ملهم، وكل ملهم جميل سواء كان وجها إنسانيا أو حيوانا أو طبيعة. قرأته وأنا أردد بصمت: وذو العشق القديم وإن تسلى مشوق حين يلقي العاشقين. أنا الآن أخطو نحو الأربعين، وعشقي كان في العشرين مع تلميذة قبطية توهمت أن الله خلقها لي كما خلقني لها. أسرتي المستبدة كأي أسرة شرقية حرمت علي الزواج منها لأنها قبطية رغم أن نبينا الكريم تزوج مارية القبطية، وبعدها زوجوني بزوجتي التي لم أرها قبل الزواج إلا قليلا، ولي منها الآن ابنتان، أنا في باريس وهن في مصر لا ألتقي بهن إلا مرة واحدة في العام.

لست أدري إذا كان المرء يحب أكثر من مرة؟ صحيح أن المرء لا يكتب عن الحب أروع الأشعار أو الروايات إلا إذا خاب فيه. أما الحب الناجح فيغني عن الكتابة. نحن لا نتسامى إلا بما لم نحققه، ما لم نضمه ونشم رائحته حتى التمازج فلا يعود الاثنان إلا واحدا، أنا من أهوى ومن أهوى أنا/نحن روحان حللنا بدنا، كما قال ابن بلدياتي ابن الفارض. أما قصة الحب والرائحة فليت اللاذقاني يتوسع فيها في مقال قادم. كل ما قرأته عنها بضعة أسطر في صحيفة تقول إن العلماء اكتشفوا سر «الحب من أول نظرة» أنه حب من أول شمة.. الجسدان يتراسلان بالشم، فيقعان في شباك بعضهما بعضا. والاكتشاف بدأ بملاحظة الحيوانات التي لا تقترب من الأنثى الحبلى لأن «الرائحة» الجاذبة لا تصدر من جسدها لجسد الذكر الذي يهيم بها ولا تهيم به لأن رغبة كل منهما في الآخر لا تصل درجة عالية.