مماطلة سودانية وتهرب متبادلان

TT

أخبار تعثر المفاوضات بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان خلال الثلاثة أشهر الأخيرة تؤكد بصورة جازمة عدم اهتمام المتباحثين في نيروبي بجدية الوصول لاتفاق لاحلال السلام في البلاد، وان المباحثات لم تعد تحتل صدارة الاخبار كما كانت في السابق نتيجة لخلوها من اي جديد أو مفيد.

لقد صرنا نقرأ باحباط شديد أخبار المماطلات المتعمدة من قبل الطرفين لصالح مواضيع هامشية لا تشكل أي أهمية بالمقارنة مع موضوع السلام.

لقد أكد الرئيس الاميركي بوش في حديث له في شهر اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، على ان التوقيع النهائي لاتفاقية السلام السودانية سيكون، تحديدا، في 31 مارس (آذار) المقبل، وان مراسم هذا التوقيع ستتم تحت اشرافه المباشر في البيت الابيض، وقرأنا ايضا كيف ان واشنطن قامت رسميا باخطار كل الاطراف بهذا الموعد النهائي وان الخرطوم والحركة قد قبلتا به. بقي ان نسأل في ظل المماطلات الجارية، حيث بقيت عشرة اسابيع على الموعد: ماذا سيحمل الطرفان معهما الى واشنطن وهما لم يتفقا حتى الآن؟ ثم هل يعرف الطرفان انه في حالة عدم التوصل الى معاهدة سلام بعد انتهاء المدة ستكون هناك اتفاقية أخرى جاهزة للتوقيع عليها؟