الأخبار التي تنشر حول تنازل الرئيس صدام حسين وسفره للعيش في المهجر في روسيا أو في أي مكان آخر، ما هي إلا شائعات تسربها مصادر المخابرات الاميركية والبريطانية لصرف الاذهان عن السبب الحقيقي للحملة على العراق، وهو تحطيم الجيش العراقي وامكانيات العراق الصناعية والحربية، بما في ذلك خبراؤه وعلماؤه، ووضع ثروة العراق النفطية تحت الاشراف الاميركي الكامل، من طرف حكومة تسيرها وكالة المخابرات الاميركية.
فهدف تحجيم قواه العسكرية هو المحافظة على أمن اسرائيل، بحيث لا يفكر العراق في اي رد على العدوان والتوسع الاسرائيليين، واستغلال ثروات المنطقة النفطية في صالح الاقتصاد الغربي، وتحديد انواع واسعار ومصدر شراء السلع والاسلحة التي يسمح بها للأمن الداخلي والاستعراضات، مما ارتفع ثمنه وتعذر استخدامه ضد اي عدوان خارجي.
إن الجميع يعرف بما في ذلك اميركا وبريطانيا، ان صدام حسين لن يخرج من العراق طواعية، وان الهدف من تسريب هذه الشائعة هو ايهام العرب ان الهدف من الحرب ضد العراق هو الاطاحة بصدام حسين، وهو امر يتمناه معظم العرب، حكومات وشعوبا، اذا كان ذلك لا يلحق الضرر بالشعب العراقي الذي يعاني من تسلط النظام الحاكم والحصار الدولي، وكذلك اقناع الرأي العام الدولي المعادي للحرب بأن اميركا وبريطانيا حاولتا بكل السبل تحقيق هذا الهدف بما في ذلك الموافقة على عودة فريق التفتيش الدولي واعطاء فرصة لصدام للتنازل والهجرة، وان الحرب القادمة هي خياره وليست سياسة مرسومة سلفاً.