مغالطات وتعصب قومي

TT

كتب ارشد ضياء رداً على مقالة للكاتب غسان الامام، اثار فيّ الكثير من الشجون، مثلما اثارها قبله غسان الامام نفسه. ففي مقالة الامام الكثير من الروح القومية المتعصبة، في مقابل روح قومية تركية تشتم من مقالة ضياء، وكلاهما ابتعد عن روح الاسلام.

ورغم محاولته الدفاع عن اتاتورك وفترة الاستعمار العثماني البغيضة فقد فشل ارشد في تلميع صورة اتاتورك الذي بنى امجاده على جثث ابناء القوميات الاخرى من الارمن والاكراد والعرب واليونانيين. وعندما يشير الى موضوع اللواء السليب اسكندرون، ويلمح الى الحلم الطوراني بضم كردستان العراق الى تركيا، فانه ينسى ان تركيا الحالية باتت دولة مسلوبة. فالترك كانوا ضيوفا على المنطقة قبل ان يبسطوا سيطرتهم على الامبراطورية العثمانية ويرسخوا الوجود التركي. وجاء اتاتورك ليكمل انشاء دولته على ارض الاناضول. ويبدو الامر مثيرا للسخرية حين يحاول ضياء تبرير التحول الى الحروف اللاتينية وهجر حروف اللغة العربية من قبل اتاتورك، اذ لا يختلف اثنان من العقلاء على ان ذلك القرار كان للابتعاد عن الدين الاسلامي وقطع الصلة بالعرب بصورة كاملة، وخصوصاً عندما نعلم ان اللغة التركية وبرأي الباحثين والعارفين بأمورها، لغة اشتقت بالكامل من لغات المنطقة التي جاء الاتراك اليها، وهي العربية والكردية والفارسية.