ان اجتماع مؤتمر دول الجوار للعراق الست الذي عقد في استنبول يوم 2003/1/22 بدعوة من تركيا كان خطوة مهمة لتجنب حرب اقليمية ضد العراق. ورغم ان وزراء الخارجية اقتصروا في قرارهم على دعوة العراق الى مزيد من التعاون مع مفتشي الامم المتحدة، إلا ان بيانهم لم يتعرض لموقف دولهم في حالة قيام الحرب فعلا. ان هذه الدول مع الكويت وبقية دول الخليج هي المتضررة في حالة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، ومن حقها ان تقول كلمتها بصراحة في جدوى حرب ثانية ضد العراق. وكان الأحرى بهذه الدول وهي تعرف تعرض فريق الامم المتحدة للتفتيش الى ضغوط اميركية، ان تقترح ارسال فريق تفتيش محايد يقوم بالتعاون مع فريق الامم المتحدة بأعمال التفتيش وتقديم تقرير مستقل ومحايد للرأي العام الدولي. ان مثل هذه الخطوة قد لا تمنع اميركا من خوض حرب ضد العراق ولكنها ستزيد من المعارضة الشعبية الدولية للحرب على اساس انه لا احد احرص من دول الجوار على منع العراق من امتلاك مثل هذه الاسلحة وانها وحدها صاحبة القرار في منع العراق من امتلاك اسلحة الدمار الشامل.