الساعون للحرب.. أقلية

TT

السعي المحموم نحو الحرب ضد العراق يأتي من افراد بعينهم، يبدون منعزلين تماما حتى داخل حكوماتهم وبين مواطنيهم.. الحرب تبدو الخيار الوحيد للفئة التي اختارتها لحل الازمة مع العراق: الرئيس بوش جونيور ونائبه تشيني والسناتور الديمقراطي ليبرمان والمستشارة رايس وعلى استحياء كولن باول وتوني بلير ووزير خارجيته جاك سترو وهو ابرز من يصرح بحتمية الحرب من دون تقديم اسباب منطقية. اما بلير فهو غير قادر على اقناع وزرائه ولا مجلس العموم بجدوى الحرب، والحلفاء الغربيون يعارضون: المانيا وفرنسا وكندا واستراليا وتركيا ولم يعلن اي منهم عزمه على المشاركة في الهجوم.

الساعون للحرب قلة محدودة، المواطن الاميركي العادي يدرك انها حرب بلا معنى ولا هدف، كان من الممكن تبرير خوض حرب في افغانستان وتقبلها، اما هذه الحرب فلا.. الجيش والرأي العام الاميركيان مهددان بالانقسام اثناء خوض المعارك.

وبترتيب منطقي للاحداث يبدو ان اميركا تخوض هذه الحرب مرغمة، فحتى المصالح المرجوة منها لا تساوي خوض المغامرة.. السعي نحو الحرب يبدو كإجراء انتحاري فُرض فرضا وليس اختيارا فالولايات المتحدة لا تحارب استعراضا للقوة لكنها تصارع من اجل البقاء، فهناك خطر داخلي جاثم بديارهم، لا تعلم تفاصيله وخطورته سوى الفئة الساعية للحرب، ولانهم يخالفون ابسط قواعد المنطق والسياسة فالنتيجة لن تكون في صالحهم.