هل اصطدم مكوك الفضاء «كولومبيا» بقاذورات فضائية؟

TT

كان الدخان لم يزل يتصاعد من الحطام القليل من مكّوك الفضاء «كولومبيا» الذي حطّ على ربوع تكساس عند كتابة هذه السطور، ليكون شاهدا على أعظم مأساة فضائية حلّت ببرنامج ناسا منذ عام 1986، حين انفجر مكّوك الفضاء «تشالنجر» بُعيد إطلاقه من كيب كندي. حتى الآن، لا أحد يعرف الأسباب الحقيقية لهذه الكارثة، ولكن الجميع يستبعدون أن يكون وراء ذلك عمل ارهابي.

وعلى الرغم من أن التحقيق في أسباب هذه المأساة سيستغرق من الوقت بما لايقاس بالأيام والشهور بل بالسنين، فإن ثمة اشارات سوف ترشد المحققين لتوجيه دفّة التحقيق نحوها دون سواها، وأدناه ملاحظات عاجلة حول تلك الإشارات:

أولا ـ على الرغم من خلو المكّوك من الصندوقين الأسودين كما هو الحال في الطائرات الجمبو الحديثة، إلا إنه يوجد داخل هذه المركبة الفضائية بعض المسجلات الخاصة بمراقبة العديد من أجهزة المكّوك، لكن ومما يؤسف له، إن هذه المسجلات لم توضع داخل صناديق معدنية صلبة تقاوم الاحتراق والصدمات والماء مثلما هي الحال في الصندوقين الاسودين في الطائرات. لذلك من المحتمل جدا تلف تلك المعلومات نتيجة السقوط.

ثانيا ـ سيتم تركيز التحقيق على سلامة بلاط الكوارتس الذي يغلّف المكّوك بكامله، والذي يشكّل الدرع الواقي له لدى دخوله جوّ الأرض بسرعة تزيد على 18 ضعفا لسرعة الصوت . وهناك بعض المعلومات تشير إلى تصدّع وسقوط بعض البلاطات وعدم بذل جهود كافية لإبدالها بأخرى جديدة.

ثالثا ـ تشير معلومات المكّوك المرسلة إلى موقع السيطرة الأرضي في كيب كندي، إلى فقدان مالايقل عن عشرة مجسّات حرارية من الجناح الأيسر للمكّوك دون معرفة سبب ذلك.

رابعا ـ هناك احتمال كبير بأن يكون المكّوك اصطدم بنيزك أو بإحدى قطع «الخردة» الكثيرة المنتشرة في الفضاء نتيجة استعمال العديد من الدول لهذا الفضاء دون اكتراث لجمع «القمامة» الفضائية والتخلص منها.

خامسا ـ وفي اتصال لاسلكي بين طاقم المكّوك والسيطرة الأرضية أفاد الطاقم بارتفاع حرارة المكّوك في المنطقة الواقعة في البطن وقرب العجلات الخلفية. وربما كان مرد ذلك الى وجود حريق داخل المكّوك في منطقة خزن الغازين الهيدروجين والأوكسجين، وهما الغازان الضروريان لتشغيل محرك المناورة للمكّوك في غلاف الأرض الخارجي.

سادسا ـ لقد انقطع الاتصال اللاسلكي بين المكّوك والسيطرة حينما كانت المركبة تقوم بالطيران الملتوي لتصحيح وضعها تمهيدا للدخول في المسار الصحيح الذي سيوصلها إلى مدرج الهبوط في كيب كندي، وقد يكون خلل كبير في كمبيوتر إدارة رحلة المكّوك حدث بحيث جعل الطاقم يفقد السيطرة عليه.

سيكون على المحققين في الأيام والشهور المقبلة مهمة كبرى لمعرفة أسباب الكارثة، وعندها سنتعلم الكثير من هذه التجربة المأساوية التي هزت العالم برمّته.