العنف واللاعنف بين مدرستي قم والنجف الشيعيتين

TT

على ضوء ما نشر في «الشرق الأوسط» بتاريخ 24 فبراير الحالي بعنوان (في ظل فصل جديد من الصراع سينشب بين النجف وقم) للكاتب سعود صالح السرحان، نؤكد على نقاط مهمة لم يذكرها المؤلف او لا يعرف عنها، وهي:

الفرق المهم بين مدرستي النجف الاشرف وقم المقدسة في المرجعية وتصرف الاموال؟ والجواب البسيط لهذا السؤال المهم هو: (العنف واللاعنف). فمدرسة العراق المنقسمة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة، تعتمد في تربيتها للمرجعية اسلوب (اللاعنف)، بينما مدرسة ايران المتمثلة في قم ومشهد المقدستين تعتمد اسلوب (العنف). وعليه، فقد يرى الباحث ان المرجعية الشيعية التي استخدمت (العنف) في العمل السياسي تخرجت من ايران مثل: السيد الخميني، والخامنة آي، ومصباح يزدي، و ... الا القليل منهم ممن تأثر بمدرسة العراق مثل السيد الشريعتمدار، والشيخ المنتظري، والشيخ شبير خاقاني، وكل منهم اصبح سجين داره او قتل مسموما في المستشفى! بينما من تخرج من مدرسة العراق مثل السيد الخوئي، واسرة الشيرازي، والشيخ يوسف البيار جمندي، والسيستاني، والسيد ابو الحسن الاصفهاني وغيرهم، فقد اتخذ من اللاعنف منهجا اساسيا في العمل السياسي.

اما ما ذكره الكاتب من ان المرجع يصرف الاموال على مريديه ومقلديه فهذا خطأ واضح، اذ ان الاموال تصرف في الموارد المقررة شرعا مثل: ادارة المؤسسات الدينية وفي حاجة المحتاجين والفقراء او لخدمة الاسلام ومثلها حال الاموال التي تستخدمها المدرسة السنية في السعودية وترسلها الى الدول المختلفة مثل: الباكستان، وافغانستان، وكوسوف وغيرها.

اما موضوع اخراج الاموال من المنطقة فصاحب المال حسب القانون حر في تصريفها وكما يسمح القانون بخروج الاموال السعودية الى مؤسسات وفنادق وغيرها في البلدان الاوروبية واميركا مما نقرأ بعضها في الصحف هي واضحة للعيان، فكذلك صاحبها مختار في تصرفه الا اذا كان الكاتب يهدف الى ما لا نريد ذكره لا سمح الله.