الأدب والحياة الجنسية ماضيا وحاضرا

TT

لم يكن من المشين تناول الحياة الجنسية في سالف العصور، بل كانت من مستلزمات الإنسان المتحضر والباحث عن المعرفة من أجل حياة أفضل، لذلك نجد الكتب المقدسة تعظ الناس بأسلوب شائق عن الزواج، وتدعو إلى العفّة والابتعاد عن الزنا، وطرق الغُسل والنظافة والاستنجاء.. إلخ.

كما نجد أعلام الكتّاب يؤلفون في الجنس والحب والغرام، وأسطع الأمثلة على ذلك كتاب «طوق الحمامة» للفقيه ابن حزم الأندلسي، وغيره كثير.

وقد قرأت أخيراً عدة مقالات لزملاء أفاضل من الكتّاب في الصحافة العربية، يناقشون بعض المفاهيم باستحياء عن الجنس، قديماً وحديثاً.

وكان مما لفت نظري، استخدام كلمة جنس ترجمة لكلمة SEX، كأن تستخدم لبيان الذكورة أو الأنوثة، وقد شرح الدكتور مصطفى جواد في أحاديثه الشهيرة «قل ولا تقل» خطأ هذه الترجمة، لأن «الجنس» في العربية تشمل البشر كلهم (ذكوراً وإناثاً)، فالذكور نوع من أنواع الجنس البشري، والإناث نوع من أنواع الجنس البشري أيضاً، فالجنس أعم من النوع، لذلك نقول جنس والجمع أجناس، فالحيوان جنس، والطيور نوع من أنواع الحيوان. وفي لسان العرب، الجنس الضرب من كل شيء وهو من الناس والطير.. إلخ. أما ترجمة الجنس اللطيف، فكذلك خطأ، على رأي العلاّمة مصطفى جواد، فإن قلنا: جنس لطيف مقابل جنس خشن»، نكون خلطنا الأمر على أساس أنهما يختلفان في الجنس، والحقيقة أنهما من جنس واحد، لكنهما يختلفان في النوع، فالأصح النوع اللطيف والنوع الخشن، والأصل في الفرنسية (لوبوسيكس Le Bone Sex)، وتعني النوع الجميل، وليس اللطيف، فالترجمة خطأ كامل.