مسمار جحا الأميركاني في العراق

TT

هل يعتزم العسكر الاميركان العودة الى ثكناتهم بعد الحرب ام يظلون بالمنطقة تحت ذريعة تحقيق الحرية والعدالة للشعب العراقي؟ وهو ما يمكن ان نطلق عليه «مسمار جحا» وان كان الاميركان لا يعرفون من هو جحا هذا. فلا تخفى على احد سهولة وصول المخابرات الاميركية الى صدام حسين والقضاء عليه خلال السنوات العشر الاخيرة، ولكن بالقضاء عليه ونهاية القصة بصورة سريعة سوف تنعدم ذريعة «الاميركان» للدخول الى المنطقة.

ويتضح لنا في ظل هذه الحرب، الثالثة للخليج، ان المنظمات الدولية والاقليمية لم تعد لها الهيمنة او السيادة التي تضمن جديتها في تعاملها مع دول وشعوب العالم، الامر الذي يحدوا بنا كعالم عربي وكجزء من النظام الدولي الى ضرورة اعادة النظر في تلك الهيئات والمنظمات الدولية والاقليمية. وضرورة تحديد الهدف الذي بدونه لن نصل الى تحقيق اهدافنا. فحينما ننادي بجامعة عربية قوية علينا أن نوضح ماذا سوف نقدم لها وكيف نضمن لها القوة والقدرة على البقاء وممارسة السيادة، السيادة التي لا تعني الانتقاص من سيادة الدول الاعضاء التي ارتضت بشرعية الانضمام الى تلك الجامعة. فقوة تجمعها الاقليمي هي ما تنعكس على قوتها وهيبتها، فلا بد من اصلاح البيت من الداخل، واصلاح انفسنا اولا.. فقد رضينا وصمتنا بالامس عن همجية صدام حسين حينما ضرب شمال بلاده بالغازات السامة، رضينا عن مذابح الاكراد، وفرحت بعض الدول بمنطق الغاب من غزو الآخرين واحتلال اراضيهم واعتبار الكويت المحافظة رقم 19 للعراق.. حينما تسود روح الانانية يدفع الجميع الثمن الآن ويسدد الجميع فاتورة الحرب وعواقبها. فالاصلاح لا بد ان يبدأ من داخلنا اولا، ولا يفرض علينا، فالقانون الدولي لا يحمي الضعفاء، وان كان لا يطبق الا عليهم!